الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الديدان لدى الأطفال وكيفية القضاء عليها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحد زملائي يعاني من مشكلة مزمنة مع ديدان تصيب أبناءه؛ حيث لم تُجدِ الأدوية نفعًا في القضاء عليها رغم الالتزام بالعلاج، بعد ظهور نتائج التحاليل التي أكدت وجود الديدان، بدأ باستخدام شراب "فلوفيرمال"، وكرره بعد أسبوعين، وأعطاه لجميع أطفاله، لكن عند إعادة التحاليل، ظهرت النتيجة وكأن العلاج لم يُستخدم إطلاقًا.

جرب بعدها أدوية أخرى مثل: "فيورازول"، "بنداكس"، و"فلاجيل"، واتبَع نفس الخطوات، لكنه لم يحصل على نتيجة إيجابية، ما جعله في حيرة من أمره، ولا يعرف الطريقة المثلى للتعامل مع الحالة.

أرجو منكم التكرم بتوجيهنا: ما هو العلاج المناسب والفعال؟ وما الإجراءات التي يجب اتخاذها بجانب الدواء لضمان القضاء التام على الديدان ومنع عودتها؟

جزاكم الله خيرًا، وزميلي ينتظر الرد على أحرّ من الجمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.ع.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فغالبًا ما تكون المشكلة في الأطفال هي الديدان الشعرية، وهو دود صغير يسمى بالدود الشعري أو دود الحرقص، وهو مرض كثير الشيوع، وخصوصًا لدى الأطفال، وينتج عن وجود دودة دبوسية في أمعاء الإنسان اسمها الحرقص، وتنتشر الإصابة بهذا الداء في الأوساط الفقيرة لفقدان الوعي الصحي، وسوء الأوضاع الصحية.

تعيش الديدان الشعرية أو الحرقص في الأمعاء، وتتموضع الديدان البالغة في المصران الأعور، وفي هذه المنطقة يتم التزاوج بين ذكور الديدان وإناثها، وبعد ذلك تموت الذكور، وأما الإناث فترحل عبر القولون كله لتطرح مع البراز، أو أنها قد تظل متشبثة بالمعصرة الشرجية لتضع بيوضها التي تبقى ملتصقة في محيط فوهة التبرز، أو تتهاوى على الملابس، أو شراشف النوم، أو على الأرض، وهي التي تسبب الحكة الشرجية.

تتم العدوى بالحرقص ذاتيًا، أي عندما يحك الإنسان قفاه بيده، ومن ثم يلامس فمه فتدخل البيوض إلى الأنبوب الهضمي لتتابع رحلتها فتعطي الديدان البالغة، كما يمكن أن تحدث العدوى من البيوض الموجودة على شراشف السرير، أو في غبار المنزل، أو في الخضار والفواكه الملوثة بفضلات البراز الحاوية على البيوض.

وأما عن المظاهر السريرية لداء الحرقص: فإن الحكة الشرجية تمثل العارض الأهم، ويعود سببها إلى تشبث الدودة في ثنيات الشرج، وتميل الحكة إلى الحدوث ليلًا، كما أن العوارض الهضمية قد تكون ماثلة، مثل الآلام المبهمة في الزاوية السفلية اليمنى للبطن، والإسهال الرخو، وقد تؤدي الإصابة بداء الحرقص إلى بعض المضاعفات، مثل: الأكزيما الجلدية حول الشرج، أو التهاب الزائدة الدودية نتيجة دخول الديدان إلى قلب الزائدة، كما يمكن أن يعاني المصابون بالحرقص من بعض الاضطرابات العصبية، مثل القلق، والأرق، والتهيج وغيرها.

تشخيص داء الحرقص يجرى: إما برؤية الديدان بالعين المجردة -كما هو الحال عندك-، أو برؤيتها بفحص البراز، أو بكشف البيوض، وأما بالنسبة للعلاج، فيؤخذ دواء الفيرموكس، وتؤخذ منه حبة واحدة 100 ملغ، ويعاد العلاج مرة ثانية بعد ثلاثة أسابيع حبة واحدة أيضًا، ويجب أن يكون العلاج جماعيًا لكل أفراد العائلة.

ومن المهم جدًا أثناء فترة المعالجة مراعاة ما يلي:
- أخذ حمام صباحي كل يوم، مع تبديل الملابس الداخلية للتخلص من البيوض العالقة فيها.
ـ تقليم أظافر الأطفال، والمحافظة على الاعتناء بنظافتهم، حتى لا تعود لهم العدوى ثانية، وذلك عن طريق جنين بويضة الدودة والتي تلتصق بالأظافر.
- غسل اليدين قبل الطعام وبعده.
ـ القيام بغسل اليدين بعد الخروج من دورات المياه، كما يجب تعقيم المرحاض باستمرار.
- المحافظة على نظافة وتعقيم الأسرة، والأغطية والملابس، إن كانت هناك حاجة لتقاسمها.
- تهوية غرفة النوم وكنسها وتنظيفها باستمرار، خاصة إذا كانت الأرض مغطاة بالسجاد.
- تغيير الشراشف.

ولعل الخطوة الأهم في داء الحرقص، هي الوقاية عن طريق غسل الخضار والفواكه جيدًا، والعناية الشخصية بالنظافة قبل الأكل وبعده.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً