السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الاكتئاب والوسواس والشك في الآخرين. أظن أن هناك من يدبر لي مكروهًا، وأشعر أنه سيؤذيني، أو أن الطعام مسموم، أو أن أخي يتحرش بي وأنا نائمة، أشك في نفسي وأرغب في الحذر والدفاع عن نفسي!
أحيانًا أتصرّف بغرابة، بسبب هذا الشك الذي سيطر عليّ وكأني أصدّقه معظم الوقت، أشعر بالتعب والضيق من نفسي، ولا أستطيع فعل أي شيء، حتى الأمور البسيطة في الحياة، لا أتحدث إلى أحد سوى نفسي، وانعزلت وأحب أن أكون وحدي، وضعفت في كل شيء.
أحيانًا أشعر وكأني لا أحمل أي شعور إنساني، وأرغب في الصراخ وفقدان أعصابي، أتعمد مضايقة أختي وإزعاجها، رغم أني أحبها، ولكني في الوقت نفسه أحسدها وأكرهها، بسبب كثرة المشاعر الكئيبة والقاسية.
أريد أن أؤذي شخصًا ما، ولم أعد أهتم بنفسي، وأستغرب أني وصلت إلى هذه الحالة السيئة، حتى أني لا أستطيع أن ينظر إليّ أحد بسبب كرهي لنفسي وتأنيب الضمير.
غالبًا ما أكون غير راغبة في الحياة، وتتردد في ذهني أفكار حزينة عن قرب نهايتي، وتسيطر عليّ أفكار انتحارية، وأتمنى الخلاص من ضيقي. عندما أجلس مع الناس، أشعر أنهم ينظرون إليّ نظرات سخرية ويتحدثون عني بكلام سيء.
كلما جلست مع أحد، أشعر بالغرابة والكآبة الشديدة، وأفكر بغرابة في التصرفات والأفعال، وأتخيل أني سأؤذي شخصًا ما أو أؤذي نفسي، وأشعر بذنب قاتل بسبب هذا التفكير.
أرى كل شيء بلا معنى وسخيفًا، عندما يتحدث أبي، أشعر أنه يقصدني، ولم أعد أثق بأحد على الإطلاق.
أحيانًا أشعر أني طبيعية تمامًا، وتأتيني طاقة عجيبة، وأشعر بمتعة الحياة والسكينة والراحة في كل شيء، وأني إنسانة محترمة وواثقة ولها قيمة في الحياة، وليست كما أظنها حقيرة وغريبة وكل شيء سيء.
أضحك مع نفسي وأتحدث بأشياء غريبة مع نفسي، وأريد في ذلك الوقت أن أفعل أي شيء.
أنا متألمة ومتعبة، ولا أرى نفسي، وكأني فقدت أعصابي وتركيزي، وأستغرب ما يحدث لي، ولا أصدق نفسي، وأشعر بغرابة كل شيء.
إن بكيت أبكي كثيرًا وأجلس وحدي أتحدث مع نفسي في أمور، وأكرر كلامًا، وأصفع نفسي لكي أستيقظ من هذا التفكير السخيف، تفكير غريب وطاقة عجيبة، وأفكر وأتخيل أني سأؤذي شخصًا ما أو أؤذي نفسي، والله كدت أن أفعل شيئًا.
هل هذا التفكير يتحول إلى فعل في المستقبل؟ هذا هو السؤال، أحيانًا تراني أمي أبكي وحالتي يرثى لها، وتقول لي: لا تتعبي نفسك بهذا الشكل، اذكري الله.
لقد ضعفت إيماني وفي كل شيء، ولم أستطع مساعدة نفسي، أنا غير مركزة ومشتتة جدًا، وتعبت من هذا الوسواس.
أرجوكم ساعدوني، لا أعرف ما بي وكيف أتصرف!