الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الحليب الصناعي في الرضاعة حال قلة حليب الأم مع بذل الوسع في إدراره

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة وهي: بعد الولادة وعند إرضاع طفلتي أراها تجوع بسرعة، وعندما أجرب شفط الحليب أجده قليلاً لا يصل من الثديين (10) مل، مع أنني أرضعها بشكل مستمر، ومن كثرة الصراخ أضطر إلى مساعدتها بإعطائها حليباً صناعياً، وبعد الرضاعة تهدأ وتنام.

مشكلتي عندما جعلتها تعتمد على حليبي تستمر في البكاء من الجوع، وينزل وزنها، مع أنني أشرب سوائل، والأطعمة التي توصف لي لزيادة الحليب، وأضطر إلى الرجوع إلى الحليب الصناعي، وتظهر مشكلة أخرى أن ابنتي رفضت الرضاعة من صدري، وعندما أدخل الحلمة في فمها تبدأ بالصراخ، وقد تكرر هذا الأمر في ولاداتي السابقات، فأطفالي من الشهر الرابع يرفضون الرضاعة من صدري، فهل هناك طعام معين أتناوله في فترة الحمل أو أدوية؟ لأنني لا أريد أن أعتمد على الصناعي.


أرجوكم ساعدوني، لأنني أفكر في الحمل، وأخاف أن يتكرر هذا الموضوع مرة أخرى، الأمر يتعبني نفسياً حيث إنني أبكي من الحسرة؛ لأني أريد أن يرضع أطفالي من صدري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم الجوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بما أنك تقولين: إنك ترضعين طفلتك باستمرار، وتتناولين ما يكفي من السوائل والأطعمة، وبأن هذه المشكلة تتكرر دائماً معك؛ فهنا أقول لك بأن هذه هي طبيعة جسمك، وهذه هي قدرة الثدي عندك، فهنالك اختلافات بين النساء في قدرة الثدي على الإرضاع، وفي كمية إدرار الحليب، وهذا عائد إلى استعداد في الجسم، وإلى عوامل بنيوية، وعلينا أن نتقبل هذه الفروق والاختلافات، وهذا لا يعني بأن لدى السيدة مشكلة، فلا داعي لأن تلومي نفسك، فأنت فعلت كل ما بوسعك، والله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يحملها فوق طاقتها.

بما أن طفلتك تستمر بالصراخ، وينقص وزنها عند الرضاعة منك فقط، فهذا استطباب، بل وضرورة طبية لأن تساعديها بالحليب الصناعي، ولا ضير في ذلك ولا ضرر، فكل الأنواع الموجودة حالياً من الحليب الصناعي هي أنواع ممتازة، وتشابه جداً حليب الأم، بل وتحوي عناصر مغذية إضافية للدم والدماغ، وتستخدمها ملايين الأمهات حول العالم.

بالطبع نحن نشجع الرضاعة الطبيعية، ولكن عندما لا يأخذ الطفل حاجته، ويتأثر نموه، فهذا يشكل خطراً على صحته، والحل يكون باللجوء إلى الحليب الصناعي.

هنالك بعض الأدوية التي قد تزيد في بدء إدرار الحليب ولكنها تعطى بشكل مؤقت فقط، وفي حالات معينة، وهي بالطبع غير مضمونة، كما أنها ليست الأساس في إدرار الحليب، بل إن عملية مص الثدي من قبل الطفل هي أهم عامل.

نصيحتي لك هي الاستمرار في عرض الثدي على طفلتك، بحيث ترضع ما يتجمع فيه، مهما كان قليلاً، ومن ثم أكملي لها من الحليب الصناعي بدون تردد.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى طفلتك الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً