السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ارتكبت ذنباً عظيماً ، نظرت إلى أقبح ما يمكن أن يراه أحد في حياته، ربي رآني وأنا أنظر إلى ما يكرهه، والملائكة استحت مما أنظر إليه، وأنا أغرق بذنبي وكأن لا أحد يراقبني .. عصيت ربي في خلوتي بعد معاهدتي له أنه لن يراني أفعل ما لا يحبه، لكنني نظرت إلى ما هو أقبح وأعظم مما رأيته في المرات السابقة، بالله كيف يرضى ربي عني؟ فأنا خائفة أن يكون ربي قد صرف نظره ووجهه الكريم عني، خائفة أن يكون ربي قد طردني من رحمته، فما أعظم ذنبي!
ما الحل؟ أشعر بأن لا شيء يطهرني، ولا شيء بعدها سيرضي ربي عني، فأنا كاذبة أمام الله، ارتكبت الحرام وأنا عاهدته على تركه، خائفة ألا يقبل ربي لي توبة بعدها، فأنا أشعر بأني خسيسة ودنيئة، ربي الذي عصيته وعلمت بمراقبته ولم أراقبه، يئست من نفسي، أصبحت أفعل الذنب ولم تنزل مني دمعة بسبب يأسي من نفسي ومما أفعله، فقط أشعر بالندم الشديد وأشعر أني أبعد ما أكون عن ربي، فكم مرة تبت وعدت!
أعرف قوله تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} وقوله: { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً } وأعرف قوله: { ولمن خاف مقام ربه جنتان } وقوله: { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى } وأعرف قوله صلى الله عليه وسلم: ( لأعلمن أقواماً يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباءً منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله: صفهم لنا، جلهم لنا؛ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها } وأعرف الكثير، لكن لا جدوى، فكل ذلك سيشهد علي، وكل آية سأقرؤها في كتابه تعالى تلعنني، لأنني أعرف ما أفعل، وأعرف أنه حرام، لكني أفعله.
كيف المخرج؟ وكيف أرضي ربي؟