السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد الأيام كنت أتحدث مع أحد الزملاء في العمل عن بعض الأمور التي تخص الشغل، قال إنه ملّ من المدينة التي نعمل فيها حاليا، وإنه لا يريد العودة إليها مرة أخرى، وقلت له بأنني عكسه، تعجبني الحياة هنا، خاصة وأن المدينة هادئة، والناس طيبون، فقال لي زميلي بأنني بحكم أنني إنسان ملتحي -وأنا والحمد لله إنسان ملتزم بأداء واجباتي الدينية والتفقه في أمور ديني - لا أحتاج أكثر من المسجد ومقابلة الإخوة، حتى أشعر براحة البال- وكان قصده على ما أظن أنني عكس غير الملتزمين دينيا، الذين يحبون الحركة دائما، والتفسح، ويحسون بالضيق عند البقاء في البيت، وهو منهم.
ثم بعد ذلك قال لي مازحا: إنني كمن كان كبيرا في العمر، ومتقاعدا عن العمل، فضحكت مما قال، وبعد ذلك وجدت في نفسي حسرة، وخشيت أن يكون ما قاله لي سخرية من التزامي، يمكن أن يكون فيه ردة عن الإسلام، وأن ضحكي من ذلك فيه إقرار لما قال يوجب ردتي أيضا.
أجيبوني بارك الله فيكم، فبالي بقي مشغولا بما حدث، خاصة أنني أعاني من بعض الوسواس في باب الاستهزاء بالدين، وفي كل مرة يحدث موقف يكون فيه ذكر الدين ولو ضمنيا وأضحك فيه، أجد نفسي أعاتب نفسي، وأجد في نفسي خوفا من أن أكون ارتددت عن الإسلام، والعياذ بالله.
بارك الله فيكم.