الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هم وحزن ويأس واكتئاب...فأرجو النصيحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من هم وحزن ويأس واكتئاب، بسبب صدمة أعاني منها، لأنها دمرت حياتي، وجعلتني مهمومة، وأعاني من تأنيب الضمير بشدة، ولا أريد أن أكلم أحدا أو أجلس مع أحد، ولا أحس بأي شيء جميل في الحياة.

تعالجت عند دكتور، وارتحت شيئا بسيطا من التفكير لمدة سنة، وتركت الحبوب لأن الكثير خوفوني منها وأنها تسبب الإدمان، ورجعت كما أنا.

أرجو حل مشكلتي، لأنها قد سببت لي اليأس والقولون العصبي وخسارة صحتي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جارحة نفسها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مواجهة المشكلة قد يكون هو الحل الأمثل، وإن كانت هذه المشكلة تتعلق بإثم قد ارتكبته فعليك بالاستغفار وباب التوبة مفتوح، وإذا كان الأمر فقط يرتبط بمشاكل وصعوبات أسرية أو اجتماعية فهنا أيتها الفاضلة الكريمة اعتبري أن الأمر قد انتهى ويجب أن يوضع في خزينة النسيان.

أعرف أن ذلك قد لا يكون بالأمر السهل، لكن الماضي بإيجابياته وسلبياته يجب أن لا يكون شاغلاً للإنسان، وعلماء السلوك يجمعون الآن إجماعاً قاطعاً بأن الإنسان يجب أن يعيش يومه ويسأل الله تعالى أن يجعل يومه خيرا من أمسه.

يجب أن تعيشي على هذا المستوى من التفكير، ولا تتركي لهذه الأفكار السيئة والسلبية والمحزنة تسيطر عليك، أنت لديك إيجابيات ولديك أشياء جيدة في حياتك يجب أن تتذكريها، ويجب أن تتفاعلي معها، هذا مهم جداً، والإنسان إذا استلم للكدر وللحزن وللاكتئاب ونظر إلى ماضيه وحاضره ومستقبله ونفسه ومن حوله بالسلبية، لا شك أن الاكتئاب سوف يطبق عليه، لكن الذي ينظر بإيجابية ويعيش على الأمل والرجاء سوف يقضي على الاكتئاب ولا شك في ذلك، فاجعلي هذا طريقك، وتفاءلي فإن الحياة طيبة وجميلة ورحمة الله تعالى واسعة جداً.

قومي بأشياء تجعلك تحسين بالرضاء، ومن هذه الأشياء أن تساعدي الآخرين من خلال الانخراط في الأعمال الخيرية، وبر الوالدين، ومساعد الضعفاء، وإدارة الوقت بصورة صحيحة وفعالية كبيرة، فهذا يجعلك إن شاء الله في حالة طيبة، وسوف تحسين بالراحة النفسية.

أنصحك بالرفقة الصالحة الطيبة، فالإنسان يحتاج أن يخالط الصالحين والطيبين والفاعلين، فهناك يجد المؤازرة والطمأنينة، فكوني حريصة على ذلك .

أيتها الفاضلة الكريمة – أنصحك أن تقرئي كتاب الشيخ الدكتور/ عائد القرني ( لا تحزن) اقرئيه وتمعني فيه وتأملي في كل ما أتى في هذا الكتاب، وسوف تجدي أن الكثير من الأفكار السلبية التي سيطرت عليك هي أفكار تشاؤمية مستحوذة ومشوهة، ولذا يجب أن لا تجد طريقاً إلى وجدانك وعقلك وتفكيرك، ولا شك أن الدعاء والمحافظة على الصلاة والذكر وتلاوة القرآن كلها مفرج للكرب، فاسلكي هذا الطريق .

بالنسبة للعلاج الدوائي، أنت لم توضحي نوعية الدواء الذي تناولتيه، لكن أؤكد لك بأنه توجد أدوية ممتازة جداً لعلاج الاكتئاب النفسي وغيره من قلق وتوتر وكدر دون أن تسبب أي إدمان أو ضرر أو اضطراب في الهرمونات النسوية.

من الأدوية التي نفضلها جداً في مثل حالتك الدواء الذي يعرف باسم (إيفكسر)، وجرعته هي (75) مليجرام، تناوليه يومياً لمدة شهرين، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى (150) مليجرام يومياً لمدة أربعة أشهر ثم تخفض إلى (75) مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم (75) مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء دواء مفيد أرجو أن تلتزمي بتناول الجرعة، وإن شاء الله تعالى سوف تجدي فيه خيراً كثيراً.

لا شك أن أعراض القولون العصبي هي جزء أكيد من الحالة النفسية التي تعاني منها ، وأنصحك أيضاً بأن تحرصي على ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، وهذا إن شاء الله تعالى يزيل عنك أعراض القولون العصبي ويجعلك تحسين بشيء من الاسترخاء والسكينة.

لمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي عن كيفية التخلص من الحزن 2110600- 237889 ومشاكل الحزن والهموم 260965 - 277926 - 266195

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً