الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف إذا في زوجي أو أرحامي عين أو حسد أو سحر في الإنجاب

السؤال

السلام عليكم.

كيف أعرف إذا في زوجي أو في أرحامي عين أو حسد أو سحر في الإنجاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.

بداية أختي الكريمة أحب أن أذكرك بأن الأمور بيد الله -عز وجل- يقلبها كيفما شاء، وأن المرء لا يعلم ما يصلحه وما يضره، فقد يكون العطاء عين المنع وقد يكون المنع عين العطاء والمؤمن الحق هو من يسلم لله في أمره ولا يعترض على قضاء ربه.

ولا يعني ذلك عدم الأخذ بالأسباب، بل الأخذ بالأسباب جزء من الإيمان، فبداية أنصح أختي الفاضلة أن تذهب إلى طبيبة نساء وكذلك زوجها يذهب إلى طبيب فعسى أن يكون الأمر يسير.

أما بخصوص العين فإنها حق قال الله: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين}.

أي لينفذونك "بأبصارهم" أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم، وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة. يقول صلى الله عليه وسلم : "عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؛ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ" (حديث صحيح)، ويقول الشاعر:

ترميك مزلقة العيون بطرفها *** وتكل عنك نصال نبل الرامي

يقول ابن القيم في الزاد :أبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وقالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة له، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجاباً، وأكثفهم طباعاً، وأبعدهم معرفة عن الأرواح والنفوس.

وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين، ولا تنكره، وإن اختلفوا في سبب وجهة تأثير العين.

ويقول سبحانه تعالى: {وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[البقرة :109] ويقول تعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيماً}[النساء:54]، ويقول تعالى: {وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.

يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد أصل الحسد: هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها أ.هـ.

وأبرز تلك العلامات هي ظهور أسباب غير مبررة على غير سبيل العادة الجارية.

وإن علاجها بالرقية الشرعية الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وأما بخصوص الإنجاب فأنصح أختي الفاضلة بمراجعة الطبيب والطبيبة، والأخذ بالأسباب الظاهرة، مع متابعة الرقية الشرعية وكثرة الدعاء واللجوء إلي الله -عز وجل- فإن العبد إذا أقبل على الله لا يخذله.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً