الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من غازات في المعدة ووساوس وخوف من الموت...فهل من ارتباط بينهما؟

السؤال

عمري 29 سنة، غير متزوج، وأعاني من عدم انتظام في ضغط الدم 140/90 أو100 ، مع آلام مفاصل، وتعرق أثناء النوم في بعض الأيام، والآم مثل وخز الإبر في الأطراف في بعض الأيام، وألم في الصدر، وإمساك.

راجعت الطبيب، وعملت الفحوصات للقلب والكلى والغدد الصماء، وكانت النتائج طبيعية، واعطاني دواء كونكور للضغط وللمعدة (لانزوبرزول) وبعد شهر أصبت بوساوس شديدة بالخوف من الموت، مع الإيمان بأنه بيد الله تعالى، وزادت الأمور، وأصبحت بالإضافة إلى الأعراض الأولى هناك غازات في المعدة والانعزال.

راجعت الطبيب مرة أخرى، قال إنه ضغط نفسي، وأنا والحمد لله عملي ممتاز، ومع أهلي ممتاز، أصبح الوضع لا يطاق بالنسبه لي بهذه الوساوس أصبحت حتى الصلاة أسهو بها من التفكير بالمرض والموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك ما يسمى بالأعراض النفسوجسدية، وهذه الأعراض كثيرة الآن ومنتشرة جدًّا، والذي يُقصد به هو أن بعض الحالات النفسية (القلق، التوترات، الانفعالات الداخلية السلبية) قد تظهر في شكل أعراض جسدية عضوية، فمثلاً الشعور بالضيق في الصدر، الارتفاع البسيط في ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، آلام المعدة، وبقية الجهاز الهضمي، الصداع - خاصة الصداع الأمامي - الآلام في أسفل الظهر، هذه كلها كثيرًا ما تكون مرتبطة بحالات الاضطرابات النفسية البسيطة مثل القلق النفسي.

وأنا يا أخي أرى أنه توجد مؤشرات كثيرة جدًّا أنك تعاني من قلق نفسي، هذا القلق ظهر لك في شكل أعراض جسدية، وبدأ الآن يتحول أيضًا إلى أعراض وسواسية، والوساوس في الأصل هي نوع من القلق النفسي. فأرى أن حالتك حالة بسيطة من حالات القلق النفسي، مع أعراض نفسوجسدية، ودرجة بسيطة من الوساوس القهرية.

أرجو أن لا تعتقد أن هذه تشخيصات متعددة، هذا تشخيص واحد وهو أنك تعاني من قلق نفسي.

بالنسبة للأسباب: ليس هنالك ضرورة أن تكون هنالك أسباب حقيقية، ربما تكون هنالك بعض العوامل، أهمها أن بعض الناس قد يكون لهم قابلية واستعداد وراثي بسيط أو متعلق بتركيز شخصياتهم مما يجعلهم عرضة لنوبات القلق حتى وإن لم تكن هنالك أحداث حياتية سلبية أو كان الإنسان يعيش حياة طيبة ومستقرة.

فالقلق كثيرًا ما يكون مرتبطاً بدرجة من الهشاشة النفسية، لكن هذه لا نعتبرها أمراضا، هذه مجرد ظواهر بسيطة، وأنت الحمد لله تعالى لديك عوامل استقرار، وهذا بالطبع مؤشر إيجابي جدًّا يجعلنا نقول إن مثل هذه الأعراض إن شاء الله هي أعراض عابرة ومؤقتة ويمكن التغلب عليها.

أنا أنصحك حقيقة بأن تقابل طبيبًا نفسيًا، وأرجو أن لا تحس بأي نوع من الحرج في هذا، الأطباء النفسانيين الآن نستطيع أن نقول أن جل الحالات التي يقومون بفحصها هي مشابهة جدًّا لحالتك، والذي سوف ينصح به الطبيب سيكون واضحًا جدًّا، وأعتقد أنه سوف يتمثل في الآتي:

أولاً: يجب أن تعلم أنك لا تعاني من حالة عضوية، كما أنك لا تعاني من حالة نفسية مُطبقة أو شديدة، فهي مجرد قلق نفسي وسواسي بسيط، تجسد في أعراض نفسوجسدية.

ثانيًا: من المهم جدًّا أن تمارس الرياضة وكذلك تمارين الاسترخاء، هذه مهمة ومفيدة، ويمكن للطبيب أو الأخصائي النفسي الذي يعمل معه أن يقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن صعب عليك الذهاب إلى الطبيب أرجو أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت، أو تتحصل على كتيب أو شريط من إحدى المكتبات ليوضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء هذه.

ثالثًا: بالنسبة للوساوس، الوسواس حول العبادات يجب على الإنسان أن يتجاهل هذا الوسواس بصورة صارمة، بل يحقره، ويخاطب هذا الوسواس (أنت وسواس، أنت حقير، أنا لن أتبعك أبدًا، أنا الحمد لله تعالى أؤدي صلاتي على أفضل ما يكون..هذا يكفي تمامًا، ولا تناقش الوسواس، لا تحاور الوسواس، لا تحلل الوساوس، لا تشرّح الوساوس، إنما حقّرها وتجاهلها، وهذا يكفي تمامًا.

رابعًا: حاول أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، كثيرًا ما يتصيد القلق النفسي الناس في أوقات الفراغ وعدم استثمار الوقت بصورة صحيحة، فأريدك أن تكون نشطًا، أن تكون فعّالاً، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تتطور وظيفيًا، هذا كله إن شاء الله تعالى يحاصر هذا القلق وهذه الوساوس، ويجعلها تنتهي تمامًا، وكما ذكرت لك الطبيب سوف يشرح لك هذه الأمور بصورة أوسع، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.

ربما يصف لك الطبيب أحد الأدوية المضادة للوساوس والقلق، وهي كثيرة وكلها جيدة ومفيدة، فمثلاً عقار مثل زيروكسات سيكون جيدًا ومفيدًا في حالتك، وهو متوفر في الأردن، أو ربما يرى الطبيب إعطاءك دواء آخر، وكلها إن شاء الله متقاربة ومتشابهة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر mohamed

    ياأخي انا مثلك تماما لديك خلعة تحت المعدة هي تسبب لك كل هذا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً