الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج المناسب لحالة الشعور بالخوف والقلق من أماكن تجمع الناس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه لنا من إرشادات، أنا صاحب استشارتين قبل هذه، لقد استعملت 3 أنواع من مضادات الذهان الحديثة، ولم أستفد منها إلا دوخة شديدة جداً، وشعوراً لا أستطيع وصفه، واستعملتها للمدة المطلوبة، واكتشفت أني لا أعاني من الفصام، بل هي أعراض الرهاب الاجتماعي والوسواس، حيث أن مشكلتي هي أني أفكر في أشياء لا أريد أن أفكر بها، ولا أستطيع التركيز مع المعلم، حيث الشعور بالخوف والقلق من أماكن تجمع الناس، أو عندما أتحدث مع مجموعة من الناس تظهر عندي أعراض الرهاب، وأنا الآن أستخدم الأدوية التالية: سيروكسات حبتين 20 ملج، لعلاج الرهاب حبة صباحاً وحبة مساء، وفافرين 100 ملج، حبة مساء لعلاج الوسواس، ودوجماتيل 200 ملج، حبة صباحاً، وأريد أن أضيف الديباكين كرونو 500 ملج حبة ليلاً؛ لأنني أعاني من انشراح زائد، ولا أستطيع التوقف أو تقليل الجرعة من الأدوية التي ذكرتها.

فهل الديباكين يتعارض مع هذه الأدوية؟ وهل أستطيع تناول حبتين 20 ملج من السيروكسات صباحاً؟ أو حبة ونصف صباحاً، ونصف حبة مساء؟ وهل أستطيع زيادة جرعة الدوجماتيل إلى 400 في اليوم؟ لأنني كنت أعاني من قلق شديد، وتحسنت بعض الشيء مع الدوجماتيل في السابق.

علماً أني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب، وقد صرف لي في وقت سابق -قبل سنة تقريباً- الفافرين مع السيروكسات والدوجماتيل، لكن لم أخبره عن حالة الانشراح الزائد التي أعاني منها.

أتمنى لك وللعاملين في الموقع التوفيق والسداد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mazin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن وجهة نظري أن أفضل طريقة للرعاية الطبية النفسية في حالتك هي أن تتواصل مع الطبيب، وذلك بالرغم من أنك ذكرت أنك لا تستطيع الذهاب إلى طبيب، والأطباء - الحمد لله - كثر، والمملكة العربية السعودية بها إمكانيات هائلة جدًّا، فحالتك تتطلب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي، وذلك لعدة أسباب: أولاً أنت صغير في السن، وهذا يتطلب بعض الملاحظات، وأن تراع أمور طبية معينة فيما يخص الجرعات والإرشاد النفسي وكذلك التأهيل.

ثانيًا: هنالك بعض الغموض الذي يكتنف تشخيص حالتك، وأود أن أضيف أمر مهم جدًّا وهو أنه يوجد الكثير من الخلط بين الاضطرابات الذهانية والوسواس، وفي نفس الوقت هنالك الكثير من الحالات العقلية والذهانية التي قد تكون مصحوبة بالخوف الاجتماعي أو القلق أو حتى الوسواس، وهنالك الكثير من الحالات النفسية العُصابية مثل التوترات الشديدة والاكتئاب النفسي الذي ربما تشوبه في بعض الأحيان سمات وأعراض ذهانية عارضة، فمن أجل مصلحتك ومن أجل أن تتلقى خدمة ذات جودة عالية أنصحك أيها الابن الفاضل بأن تتواصل مع الأطباء، هذا مبدأ أساسي.

بخصوص الأدوية: أنا حقيقة لستُ من أصحاب القناعات القوية بتعدد الأدوية، مثلاً أنت تتناول الزيروكسات والفافرين في نفس الوقت، لا أعتقد أن ذلك يعتبر أمرًا مجديًا أو مفيدًا، من الذي قال أن الفافرين يجب أن نتركه فقط لعلاج الوسواس والزيروكسات يجب أن نتركه لعلاج الرهاب؟! هذا الكلام ليس صحيحًا، وأحد الدوائين ربما يكون كافيًا تمامًا، فقط تتناوله بجرعة صحيحة.

إضافة الدباكين كرونو لا أنصحك بها، إلا أن تكون من خلال الطبيب، لأن هذا قرار طبي أساسي، والدباكين كرونو بالرغم من أنه دواء فعال وسليم، لكن يجب أن لا نتعامل معه دون أسس علمية مقنعة فيما يخص بداية الجرعة والاستمرار فيها وكذلك التوقف منها.

الدوجماتيل ليس هنالك ما يمنع تناوله، لكن أي جرعة تتعدى 200 مليجرام، هذا يعني أن الجرعة سوف تكون لها آثار نفسية سلبية، وسوف تؤدي إلى ارتفاع هرمون يعرف باسم (هرمون الحليب) أو (هرون البرولاكتين) وهذا ربما يكون أمرًا غير محمود.

فخلاصة الأمر: أنا أنصحك حقيقة بالتواصل مع الطبيب، وفي نفس الوقت أقول لك أن الأمل - إن شاء الله تعالى - موجود في أنك سوف تعالج من هذه الحالة، وأرجعُ مرة أخرى وأقول لك: استعمال دواء واحداً - دواء تخصصياً – بالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة والصبر عليه دائمًا هو المبدأ الأفضل في الطب النفسي.

ملاحظة أخيرة وهي هامة جدًّا: مهما كانت حالتك ومهما كان تشخيصها لا أريدك أبدًا أيها الابن الفاضل أن تعتبر نفسك معاقًا، فأنت لست معاقًا أبدًا، أنت - الحمد لله - لديك طاقاتك النفسية، لديك مقدراتك العقلية، تستطيع أن تعيش حياة طبيعية جدًّا، احرص على التعاطي مع الدراسة بصورة إيجابية، تواصل اجتماعيًا، مارس الرياضة، املأ فراغك، كن حريصًا على الصلوات الخمس في المسجد... هذا يرفع من كفاءتك ومن مهاراتك ومن مقدراتك، وهذا هو أحد المكونات الرئيسية التي تمنع الانتكاسات المرضية النفسية وتساعد على استمرارية التعافي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا سعد

    حالتي مثل حالتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً