الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التفكير والتخيل والقلق والرهبة من مواجهة الناس أتعبني... فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متزوج، ولدي أبناء، وعمري 33 سنة، ودائماً أفكر وأتخيل كثيرا في كل وقت لدرجة أني أجلس بالساعات، ولا أحس بالوقت ودائما أفكر في الأشياء السلبية، وأكثر التفكير عندما أجلس لوحدي، وحتى عندما أعمل أي عمل، وأنتهي منه لا أتذكر كيف أنهيته، وأيضا أحس أني كثير النسيان، ولا أستطيع أن أحفظ شيء، ولا أستطيع الكلام وشخص ينظر إلي لدرجة أنني أتلعثم، ولا أعرف أتكلم، وأسكت.

كل ذلك خوفا من الخطاء حتى صرت لا أتكلم إلا قليلا أو إذا سئلت فأجاوب باختصار.

وأيضا أحس أنني متردد جدا، ولا أستطيع أن آخذ أي قرار، وأيضا أنا سريع الغضب، ومن أتفه الأمور أغضب، وإذا غضبت يعرف في وجهي الغضب، ولا أستطيع أن أخفية، وأيضا يظهر في تصرفاتي، واشعر وقتها بضيقة، ورعشة في أطرافي وأتصرف تصرفات حمقى لدرجة أني أتلفظ بألفاظ سيئة.

وأيضا عندي خوف من الاجتماعات، وأيضا من مقابلة الناس لأنني أحس أني لا أعرف أتكلم حتى مع الأطفال، ودائما أتهرب، وأعتذر بأي عذر حتى لو اضطررت أن أكذب، كل ذلك حتى لا أحضر هذه العزيمة.

وأيضا أحس أنني كسول جدا، ودائما أذهب إلى العمل متأخر، ودائما أؤخر كل شيء في حياتي حتى الصلاة.

وأيضا أصبحت أخاف من كل الناس، وبالذات من رئيسي في العمل، وأحس بإحساس غريب، وتصيبني رعشة رغم أنني كنت في الصغر لا أخاف من أحد، وكان الناس كلهم يخافون من النظر إلي لأني كنت لا أرضى أن ينظر أحد إلي.

وأنا والحمد لله متزوج ولي أبناء، ولكن دائما أنا وزوجتي في مشاكل لأنني كثير الغيرة عليها، ودائما أشك فيها رغم أنني أثق فيها، ولكن تحدث مني تصرفات غريبة كان تطلب مني الذهاب إلى جارتها وأوافق عليها، وإذا كانت خارجة أقول لها لا تذهبي، ولقد ذهب إلى طبيب نفسي، ولكنني لم أستطع أن أوصف له حالتي بالضبط، وطلب مني أنا أكتب كل شيء في ورقة وأرجع له اليوم الثاني لكنني لم أرجع له.

وقد قرأت موضوع هنا عن دواء فافرين 50مل، فذهبت للصيدلية، واشتريته، ولي الآن خمسة أيام استخدمه حبه كل يوم بعد العشاء، وقبل النوم، ولكنني بعد ما أخذت حبة لا أستطيع النوم وأحس بالعطش الشديد وحلقي ناشف.

أتمنى أن تعطوني أفضل طريقة للتخلص من هذه الأعراض المزعجة لي، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، والذي فيه العديد من الأسئلة، والجوانب المختلفة، والتي بعضها متصل ببعضها، وبعضها الآخر لا علاقة له بها.

ومن الواضح أولا أن لديك بعض أعراض الرهاب أو الخوف الاجتماعي. وهي حالات تنتشر في المجتمع، حيث يصعب على الشخص الحديث أمام الناس، بالرغم من عدم وجود آفة لسانية أو كلامية، فهو عندما يكون بمفرده أو مع من يعرف جيدا ويرتاح إليهم كأسرته، فلا تظهر عنده أية أعراض لمشكلة الكلام أمام الناس.

وقد يتجنب الإنسان المجالس التي يتواجد فيها عدد من الناس، والتي يشعر أنه يمكن أن يطلب من الحديث أمام الجمع ولو بكلمات، وكما جرى معك، وخاصة أنك لا تريد أن تخطأ بالكلام، مما يجعلك تصمت فلا تقول إلا القليل القليل.

ويبدأ الشخص يفكر طويلا في هذه المشكلة، وقد يمنعه هذا من حضور بعض الأنشطة التي حقيقة يحبها ويتطلع إليها، وهذا التفكير الدائم والكثيف... يزيد من قلق الشخص بانتظار متى سيجد نفسه مجددا في مثل هذه الصعوبات، فإذا بالمشكلة تصبح مشكلتين، مشكلة قلة الثقة في القدرة على الحديث أمام الناس، ومشكلة القلق الدائم من اللحظات التي سيعيش فيها هذه المشكلة الأولى.

فما هو العلاج؟
ليس هناك علاج دوائي للرهاب أو الخوف من لقاء الناس والحديث أمامهم، فهذه مشكلة سلوكية، وعلاجها بشكل أساسي سلوكي، وأحيانا نقول هو علاج معرفي سلوكي، أي يقوم على تغيير قناعات الشخص وأفكاره، ومن ثم تغيير سلوكه، وذلك من خلال:

• محاولة الحديث بصوت مرتفع وبشيء من التدريب عندما يكون الشخص منفردا.

• ومن ثم يحاول أن يأخذ راحته بالحديث أمام من يعرف ويرتاح إليهم كالأسرة، وأن يعتبر هذا نوعا من التدريب.

• ومن ثم يحاول الدخول في بعض المواقف الاجتماعية والمجالس الصغيرة أولا، ومن ثم الأكبر، وأن يحاول أن يقول أولا كلمات قليلة، وبعد أن يشعر ببعض الثقة بالنفس، يمكن أن يزيد كلامه وبالقدر الذي يرتاح إليه.

• عدم التجنب الكامل للقاءات الناس، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا اشتدادا وعمقا، حتى يجد الشخص نفسه في عزلة كاملة عمن حوله.

• ويمكن أن تستعين بصديق لك، وتصارحه بالمشكلة، لأن السريّة الشديدة تزيد المشكلة أيضا اشتدادا. ويمكن أن تستعين بهذا الصديق لتتدرّب معه بالحديث معه بشكل ثنائي، ومن ثم يمكن أن يرافقك لبعض المجالس، فقد وجد أن وجود من تعرف وتثق به يخفف عنك من هذه الصعوبة.

أما موضوع غيرتك من زوجتك، ومساءلتك لها، بالرغم من ثقتك بها، فهذا قد يحدث عند الأزواج من الرجال، وهو ليس بالضرورة متعلق بمشكلة الرهاب الاجتماعي، إلا إن كان كلاهما مرتبط بضعف الثقة بالنفس.

أنصحك بالعودة للطبيب النفسي أو غيره، لأن الأدوية النفسية كالفافرين تحتاج لمتابعة قريبة من طبيب اختصاصي ليتابع تطور الأمر، ودرجة التحسن.

والطبيب النفسي قد يستعمل مع الدواء بعض العلاجات النفسية المختلفة وبحسب الأعراض.

وما وصفت من جفاف الفم، وغيرها من الأعراض، هي أعراض جانبية معروفة، وربما يقوم الطبيب المعالج بوصف العقار المناسب من الدواء، بحسب تحسن الحالة، وبحسب شدة الأعراض الجانبية.

وللمزيد في منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر كريم

    اخي العزيز والله كانك تصف حالتي الله يجينا الشفاء ان شاء الله لنتخلص من هدا العدو الماكر

  • رومانيا فعد

    نعم

  • احمد

    والله نفس حالتي

  • الجزائر ضغخعلا

    اصبر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً