الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني مخاوف كثيرة كالخوف من الآخرين وأماكن التجمعات فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر القائمين على هذا الموقع، وجعل الله ما تقومون به في موازين حسناتكم.

أنا إنسان حساس، وأحس أني مراقب من الآخرين، وأعاني من الخوف من الناس، وخصوصاً عندما تحصل مشكلة مع أحد الناس أو مجموعة، ينتابني خوف شديد، وتزداد ضربات قلبي، وأرتجف أحياناً، وعندما أريد أن أخرج من المنزل أحياناً أشعر بمغص بالبطن، وخوفي هذا جعلني منعزلاً لا أخرج من المنزل.

أخاف أيضاً من الأماكن المزدحمة، ولا أذهب إليها إلا في أوقات معينة، في الصباح مثلاً، وأخاف من النوم وحيداً، وإذا نمت لوحدي لا أغلق الباب والأنوار، وأخاف من الجن.

أنا كثير المشي، لا أجلس إلا قليلاً، ولدي قلق، وأنا أستعمل دواء مضاد الذهان اسمه Risperdal ريسبريدال، منذ أربع سنوات، وزاد عندي الخوف من بعد استخدامه، وصار عندي شعور بالقشعريرة أحياناً.

أرجو أن تساعدوني وتصفوا لي دواء لا يتعارض مع دوائي، لأن ظروفي لا تسمح لي بالذهاب إلى طبيب نفسي.

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن علاج حالتك يتطلب أولاً أن نتأكد من التشخيص، فأنت أعطيت صورة كاملة عن المخاوف المتعددة التي تعاني منها، لكن عقار الرزبريدال الذي وُصف لك هو يعطى لحالات الشكوك والظنان الشديد، والطبيب الذي أعطاه لك لابد أن يكون قد استشعر أن مشكلتك الأساسية هي الأفكار الظنانية، والرزبريدال سيكون علاجًا مثاليًا جدًّا للحالة الزوارية (الظنانية) التي تعاني منها.

بالنسبة للمخاوف المتعددة: لا مانع أن يضاف دواء آخر، لكن أفضل أن يكون هذا عن طريق الطبيب الذي قام بوصف عقار رزبريدال لك، وهنالك أدوية مفيدة جدًّا لعلاج هذه المخاوف، فأرجو أن تتقدم وتقابل الطبيب وتوضح له أن المخاوف المتعددة هي التي تسيطر عليك الآن وليست الأفكار الظنانية، فيظهر أن الأفكار الظنانية قد تم التحكم فيها عن طريق الرزبريدال، - وإن شاء الله تعالى - سوف يقوم الطبيب بإضافة دواء مضاد للمخاوف.

من جانبك: يجب أن تتعامل مع نفسك كإنسان سوي وإنسان عادي ولا تقل عن الآخرين في أي شيء، ابنِ هذه المشاعر الجديدة حول نفسك، ويجب أن تحقر المخاوف، حقرها وتجاهلها، ودائمًا حاول أن تقارن نفسك بالآخرين لماذا لا تكون مثلهم؟ الناس يذهبون إلى الأماكن المزدحمة، يشاركون في المناسبات، تجدهم يصلون صلاة الجماعة، - والحمد لله - المساجد ممتلئة إلى حد ما، هذا كله تفاعل اجتماعي يجب أن تقارن نفسك مع هؤلاء الناس، وهذا يساعدك كثيرًا.

نصيحتي الأخرى لك هي أن تبحث عن عمل، والعلاج بالعمل من أهم الطرق لرفع المهارات واكتساب المقدرات والتخلص من القلق والمخاوف، وأن يحس الإنسان بقيمته الحقيقية، وذلك بجانب الكسب المالي بالطبع، فالعمل ضروري وضروري جدًّا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً