الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضطرب وأتلعثم إذا وقعت في موقف محرج ولا أستطيع مواجهة المواقف!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني لا أستطيع مواجهة المواقف، يعني إذا صار عليّ موقف محرج أو مزّعِل مباشرة أتلعثم وأضطرب وتأتيني رعشة في رجلي، وخوف، وأحيانا أوسوس في نفسي إذا رأيت اثنين يتكلمان، أقول كأنهما يتكلمان فيّ، وأحس أن الناس تراقب تصرفاتي.

أريد أن أتخلص من هذه الوساوس، وأيضا أريد أن أصبح قادرا على مواجهة المواقف والأحداث مثل بقية الناس .. فما الحل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.
يبدو أن المشكلة هي أقرب للرهاب والخوف الاجتماعي أكثر من الوسواس، فمن أعراض الرهاب الاجتماعي أن الإنسان يجد صعوبة وارتباكا في بعض المواقف الاجتماعية، وخاصة المواقف المحرجة، وهذا ما يحدث معك، فقد يتلعثم كلام الشخص، ويجف فمه، ولا تعود تخرج معه الكلمات بسهولة، ومنهم من يصاب بفقدان القدرة الكاملة عن الكلام، وقد ترتعش اليدان أو القدمان، ويشعر باحمرار الوجه، والتعرق، والكثير من الأعراض الأخرى.

وفي الغالب قد يبدأ الشخص بتجنب بعض هذه المواقف الاجتماعية ظنا منه أن هذا يحسّن الحال، والعكس هو الصحيح، حيث أنه كلما تجنب، كلما ازدادت عنده هذه الرهبة من لقاء الناس، وحتى ومع الوقت تضيق عنده فرص الخروج ولقاء الناس.

والعلاج الأكثر فعالية هو العلاج السلوكي والعلاج المعرفي، فالأول يقوم ببساطة على محاولة عدم تجنب المواقف، وإنما "اقتحامها" والتعرض لها، حتى يعتاد الشخص عليها، ويبدأ يطمئن أن لقاء الناس والحديث معهم لا يسبب الضرر أو الأذى.

وتقوم المعالجة المعرفية على تغيير أفكار الإنسان السلبية التي يمكن أن تصاحب هذه المواقف المحرجة، وبحيث يحاول الشخص تغيير بعض هذه الأفكار، واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية.

ومن الأفكار السلبية مثلا أن يقول في نفسه "أنا لا أحد يحبني" أو "أنا ضعيف الثقة بنفسي"... ولعلنا ندرك كيف أن هذه الأفكار السلبية تزيد من ارتباك الإنسان، وتجعله أكثر رهبة من لقاء الناس.

وقد وضحت طبيعة العلاج المعرفي، وطبيعة الأفكار السلبية، وكيف نستبدلها بالأفكار الإيجابية في كتابي "العقل فوق العاطفة" فيمكن البحث عنه في النت والحصول عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • البحرين يوسف دلالعه

    العلاج الوحيد لهذه الحالات هو كثره الاستغفار والصلاه على سيدنا محمد افضل الصلاه والسلام عليه والدعاء بكثره بكثره بكثره

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً