الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاضطراب في حياتي.. وعدم وقوف أهلي بجانبي

السؤال

أعاني من الخوف وعدم الاطمئنان في حياتي، ولا أجد من يقف بجانبي في ضيقتي فلا صديق ولا أخت ولا حتى زوج.

أجد الناس تعارض أفكاري ومقترحاتي، على الرغم أنها في مصلحتهم وخاصة أهلي،
نحن خمس بنات، أمي لا تسأل عني، وعندما أجلس معها وأتكلم تظن أني أريد التطوير في حياتهم.

أهلي وللأسف حتى أخواتي غير صادقين مع أنفسهم، يحبون التواكل والركود في مكانهم، ولا يحبون التقدم بالعلم، ولكنهم -والحمد لله- يحبون التقدم في الدين.

زوجي وحماتي ناس يحبون التقدم، ولكنهم يرون الناس أنهم أقل منهم علما وتطورا، لدرجة أن حماتي تهينني في أهلي وحالي، فمثلا تقول لي: أمك كيف تعمل الأكل لابنتك بأي خلاط؟! هدفها فقط أن تحبطني، وكأنها تريد أن تدمر حياتي, وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة.

أصبحت أشتكي للناس ولا أجد من يقف بجانبي، للأسف أهلي ينظرون إلي وكأني أنا المخطئة.

تعبت كثيرا من حياتي، ولا أجد لذة لها, كنت أقوم الليل وأصلي, وأكثر من الدعاء, وأحب الصلاة، وأصبحت لا أستطيع أن أحقق شيئا، لا جدوى!

أريد نصيحتكم في ذلك ولكم الأجر فيها وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الناس عارضوا الناجحين ووقفوا في طريق العباقرة، ولكن النجاح يتحقق بتجاوز هذه العقبة بالاستعانة بالله والتوكل عليه، والسعي في كل أمر يرضيه.

وإذا حرص الإنسان على إرضاء العظيم فإنه سبحانه يرضى عنه ويرضي عنه الناس، فلا تشغلي نفسك بإرضاء الناس؛ لأن إرضاءهم غاية لا تدرك، ولا تهتمي بكلام حماتك ولا بتصرفات إخوانك الذين أسعدني حرصهم على التقدم في دينهم، وليتهم أدركوا أن التقدم في الحياة مما يطلبه الدين ويشجع عليه.

والحقيقة نحن نهنئك بهذه الروح الوثابة، وندعوك إلى العودة إلى الصلاة والتلاوة والقيام؛ لأن هذه الجرعات الروحية هي أكبر معين على تجاوز الصعاب بحول الله وقوته.

وكما أرجو أن تطلبوا المعونة والتأييد من الخالق، ولا تكثري من الشكوى للناس؛ لأن الإنسان لا يجد من يشجع أو ينصح إلا نادراً، وعليك بمداراتهم وتشجيعهم على القليل من الإحسان، وسوف يأتيك بعدها الكثير.

أما بالنسبة للخوف فسوف يذهبه الله بالذكر له سبحانه، قال تعالى:
{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وقد قال قائل السلف: عجبت لمن خاف أو خوف كيف يذهل عن قوله تعالى: { حسبنا الله ونعم الوكيل } فإني وجدت الله يعقبها بقول { فانقبلوا بنعمة من الله وفضل } وعجبت ممن اغتم كيف يذهل عن قوله تعالى: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } فإني وجدت الله يعقبها بقول: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } والغم حزن لا يعرف له الإنسان سبب، فأشغلي نفسك بالذكر والصلاة والتلاوة؛ فإن فيها العلاج لكافة الأدواء بحول وقوة رب الأرض والسماء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً