الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم انتظام ضربات القلب، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قبل ثلاث سنوات بفصل الشتاء أصبت بنوع من عدم انتظام ضربات القلب, وأول ما أتتني الحالة كنت بالصعوبة أقف، ولو وقفت تأتيني دوخة كبيرة، مع شعور بالغثيان وأسارع بالجلوس, وذهبت للطبيب مرتين، وبكل مرة ينزاح الألم فيقول لي بأنني سليم .

منذ أسبوع من الآن بدأت أعاني من عدم انتظام ضربات القلب يوميا، بحيث تكون ضربتين طبيعية والثالثة مثل النبضة القوية, وأعاني من ضيق في الصدر وبرودة في الأطراف ودوخة عند القيام بمجهود.

ذهبت للطبيب الأول وقام بعمل تحليل دم وأشعة وتخطيط, ووجدني سليما في الدم والأشعة، والتخطيط يظهر نتيجة عدم الانتظام, مع العلم أني لا أشرب القهوة، وكنت أشرب الشاي وأقلعت ولا أدخن, وأتتني فترة فيها اضطرابات نفسية، وانتهت الحمد لله .

وصف لي الطبيب دواءين ( Jusprin و Concor COR 2.5mg ) منذ أسبوع، ولا ألحظ تقدما في حالتي الصحية, ورأيت بعض التحسن بعدما قمت بعمل رياضة الهرولة لمدة نصف ساعة يوم أمس, ولكن سرعان ما عادت الحالة بعد سويعات .

أشعر بضيق كبير عندما أحاول النوم مع عدم الانضباط بالقلب, وقمت بأكل وجبة فيها سلطة ولحم مقلي, بعدها زادت النبضات بشكل كبير أحسست بدنو الأجل، وبعض الأحيان أشعر معها بألم في أعصاب القلب مثل شرارات أو التماسات كهربائية تدوم من ثانية إلى خمس ثوان، وأحس بالعطش الدائم حتى بعد شربي للماء.

أرجو أن أخرج باستشارة تفيدني, حيث أن المشكلة لا زالت معي منذ أسبوع، وأنا خائف أنها ستكون أعراض شيء ما لا سمح الله، علماً بأن الأطباء ذكروا لي أنها شيء عادي لا خوف منه .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله تعالى أن يمكننا بأن نخرج الاستشارة بالإجابة التي تفيدك.

بالنسبة لاضطراب ضربات القلب إما أن يكون سببه مرضًا عضويًا، أو حالة نفسية، أو من سوء استخدامنا لبعض المواد كالشاي والقهوة مثلاً وهذه المثيرات.

الحالات العضوية معروفة لدى الأطباء، الخلل يحدث في كهرباء القلب لعدة أسباب، وهنالك حالات عضوية أخرى مثل اضطراب إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي أيضًا إلى اضطرابات في نبضات القلب.

هذا باختصار شديد أخي الكريم، أما من حيث الحالة النفسية فيعرف أن القلق ونوبات الهرع والمخاوف المرضية قد تؤدي أيضًا إلى شعور بتسارع في ضربات القلب، وربما عدم انتظام في ضرباته، ويكون الإنسان دائمًا تحت وطأة القلق والهواجس حول وظائف قلبه.

أنت قمت بالخطوات المطلوبة وهي الذهاب إلى الأطباء وقاموا بفحصك وأكدوا لك أن القلب سليم، وهذا أمر جميل جدًّا.

أفضل وسيلة للتأكد من نمط نبضات القلب هو الفحص الذي يعرف بجهاز الهولتر، هذا جهاز يضعه الأطباء على القلب وهو جهاز بسيط جدًّا ويتم رصد نبضات القلب في خلال أربع وعشرين ساعة. هذا هو الفحص الأكيد والفحص الجيد والفحص المقنع تمامًا.

إن كنت لازلت على قلق حول أن السبب قد يكون عضويًا فهنا قد تحتاج لهذا الفحص، وهو فحص بسيط ومعروف تمامًا لدى الأطباء كما ذكرت لك.

الذي أستشعره أن عامل القلق موجود لديك، وربما شيء من المخاوف أيضًا، لكن هل هذه المخاوف والقلق الذي ينتابك هو الذي كان السبب في بداية هذه الأعراض أم أن هذا القلق أتاك كعرض ثانوي لسبب آخر أدى إلى عدم انتظام ضربات القلب؟

هذه لا أقول إنها معضلة، ولكنه أمر من الناحية العلمية لابد أن نقدره ولابد أن نبحث فيه، وهذا سوف يُحسم من خلال إجراء فحص الهولتر كما ذكرت لك، وبعد أن يؤكد لك الأطباء إن شاء الله تعالى أن كل شيء سليم أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرًا من ممارسة الرياضة كما ذكرتَ، لكن لا داعي لرياضة الهرولة كبداية، إنما المشي سوف يكون رياضة جيدة جدًّا، وبعد ذلك يمكن أن ترفع المعدل وتدخل في رياضات أخرى.

هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام) نعتبره من الأدوية الممتازة الفعالة السليمة التي تزيل المخاوف والقلق المصاحب، وما قد يتأتى من وساوس أيضًا.

جرعة السبرالكس في حالتك هي أن تبدأ بنصف مليجرام - أي خمسة مليجرام - تتناولها يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا من ناحية: أؤكد لك أن الحالة بسيطة، وأنها سوف تحسم من خلال الآليات التي ذكرتها لك، ومن ناحية أخرى: أرجو أن تعيش حياتك بصورة عادية جدًّا، وأن لا تكون عايشا تحت مظلة تهديد القلق، ووزع وقتك بصورة سليمة، واجتهد في عملك، وتواصل اجتماعيًا، ومارس تمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية، وكن حريصًا في عباداتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً