الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني خوف شديد من الموت والمرض وشك في الدين...فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 14 سنة، أعاني من الخوف الشديد من الموت والأمراض، فكلما أردت القيام بنشاط معين أو المشاركة في فعاليات ومسابقات أقول لنفسي: لا، ربما أموت.

أنا على هذا الحال منذ 5 أشهر، وكل يوم أقول لنفسي ربما أموت غدا، حتى أصبحت أعاني من تسارع ضربات القلب وخفقان وضيق تنفس أخبرني الطبيب أن هذا كله نفسي بعد أن أجريت الفحوصات، والحمد لله كانت سليمة.

وليس هذا فحسب بل أصبحت كلما أشعر بألم، وحتى لو كان خفيفا أقول لنفسي ربما هذه إشارات لمرض خبيث لا سمح الله.

فلقد أصبحت مكتئبة، وأبكي أحيانا بمرارة، ولا أعرف كيف يمكنني التخلص من هذه المشكلة.

حتى أن الأمر أصبح يتعلق بالدين، فأصبحت أشك دائما في ديني، وكم أتمنى أن يثبتني ربي، ويعطيني الإيمان، مع أني أصلي والحمد لله.

عقلي لا يرتاح أبدا كل الوقت في صراع، وتفكير، فقدت التركيز، ولا أعرف ماذا أفعل إذا تكلم أحد عن الموت أو أمراض القلب أمامي أرى يدي ترتجف، وأخاف كثيرا من هذه الأمور.

أرجوكم ساعدوني فأنا في حيرة، وأرجو أن تقترحوا على ما أقوم بفعله أنا بنفسي دون الذهاب إلى أخصائي نفسي؛ لأنني لا أستطيع! وهل تمارين الاسترخاء مساعدة؟ وهل إذا وضعت برنامجا يوميا أستطيع من خلاله أن لا أعطي نفسي وقتا للتفكير يساعدني هذا؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسية، وهذا نوع من القلق يكثر جدًّا في مثل عمرك، في سن اليفاعة هذه هنالك الكثير من المتغيرات النفسية والوجدانية والبيولوجية، ويعرف أن المخاوف والوساوس تهجم على الناس في مثل عمرك، وهي حقيقة عارضة وسوف وتزول إن شاء الله تعالى.

هذه نقطة مهمة ضرورية، وهي حقيقة علمية أرجو أن تكون سببًا في أن تجعلك مطمئنة لحالتك.

القلق بهذا النوع - أي قلق المخاوف - يشعر الإنسان فعلاً فيه بتسارع في ضربات القلب، ويبدأ في الوسوسة والتهيؤات والتفسيرات الخاطئة لكل ما يتعلق بصحته ويكون الخوف من المرض والموت مهيمنًا عليه.

هذا يعالج بالتجاهل والتجاهل التام وتحقير الفكرة ذاتها، واعرفي أنك دائمًا أنك في حفظ الله وفي كنف الله، قال تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، واعلمي أن الخوف من الموت لا يقدمه ولا يؤخره لحظة واحدة، فالأعمار مكتوبة {ولكل أجل كتاب}، {حتى إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} وكل أمر بيد الله تعالى، {وكل شيء خلقناه بقدر} ففوضي وسلمي أمرك لله، وهذا هو الضروري في الأمر.

أرجو أن تصرفي انتباهك لأمور أخرى: ركزي على دراستك، وكما ذكرت لا تجعلي للفراغ مجالاً ليسيطر عليك أبدًا.

تمارين الاسترخاء لا شك أنها مفيدة ومفيدة جدًّا وتساعد كثيرًا، ويوجد أيضًا دواء - هذا الدواء جيد في مثل عمرك فهو سليم ومزيل للقلق المخاوف الوسواسية - يعرف تجاريًا باسم (فافرين). اطرحي موضوع الدواء وناقشيه مع والديك، فإن سمحوا لك بتناوله فلا بأس في ذلك، وإن لم يسمحوا فاطلبي منهم أن تقابلي الطبيب النفسي؛ لأنك بالفعل في حاجة إلى الدواء ليساعدك.

الدواء يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين)، وجرعته المطلوبة هي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة من الفافرين صغيرة جدًّا وهي أقل جرعة، والجرعة القصوى هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكنك لست في حاجة لمثل هذه الجرعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً