السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، وأسأل الله أن يوفقكم ويعينكم ويجعلكم سبباً لبث الطمأنينة في نفسي ونفس كل من لديه مشكلة.
مشكلتي هي مزيج من الخجل وعدم الثقة بالنفس أثناء التعامل مع الآخرين، وأيضا أشعر بغرابة في تصرفاتي مع الآخرين وأندم عليها بعد ذلك، وأظل محرجة من التصرف فترة طويلة، والشعور بهذا الحرج يؤلمني ويعكر صفائي، وأشعر كأنني طفلة، وعندما أرى من حولي عاديون وتلقائيين أشعر بضيق شديد من نفسي وأمقت شخصيتي، لم أكن أشعر بالمشكلة من قبل، لكنها كانت موجودة.
مثلا في حلقة القرآن أظل صامتة طوال الوقت فقط أعبر بابتسامة، حتى إن كنت أعرف إجابة سؤال ما أقولها بصوت خافت، وأصلا صوتي خافت، وكل الناس عندما أحدثهم يعلقون على صوتي الهادئ وأنهم لا يسمعونني.
في البداية كنت أظن أن هذا ليس عيبا، وبعد ذلك شعرت أنهم متضايقون من صوتي ولا يحبون الحديث معي، ومرارا حاولت التواصل مع محفظة القرآن وأن أتكلم معها، لكني فشلت، وأتردد في كل خطوة وكل كلمة، وأخاف بشدة من الإحراج، مع أنني كثيرا أقول لنفسي إن هذا ليس محرجا.
بالأمس حدث لي في حلقة القرآن موقفا جعلني أبكى كثيرا، لأني فشلت في كل محاولاتي لتعديل شخصيتي للأفضل والتخلص من الانتقادات، وصديقتي حاولت أن تساعدني في التخلص من هذه المشكلة، وجعلت تخلق فرصا للحديث مع المعلمة بعد الحلقة لكي أتخلص من صمتي وخجلي.
وكنت قد خرجت من الباب وظللت واقفة بالخارج أسمعهم وأنا أصارع نفسي أن أدخل وأشارك معهم ولو بالاستماع، وفى النهاية انصرفت وتركت صديقتي، وبالطبع هي لم تصدق ما فعلته وأنا أيضا لم أصدق، وأصبحت محرجة منها جدا ومن المعلمة، لأنها كانت تعلم أني واقفة بالخارج وانصرفت، ولا أعلم هل فهمت ما أنا فيه أم لا؟
أنا لا أعلم كيف سأذهب المرة القادمة من إحراجي؟ فكرت في عدم الذهاب في المرة القادمة، وأنا الآن في غاية الحزن والكآبة، وأدعو الله أن يشفيني ويصلح عيبي.
معذرة على الإطالة.