السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ أما بعد:
سوف أحكي لك مشكلتي، ولن أطيل عليك بالمقدمات، وسوف أدخل في صلب الموضوع مباشرة، لكنني محرجة جدا وخجلانة كثيرا؛ لأنين بنت، لكنني ما عدت قادرة على الصبر، أو التحمل أكثر، وقلت لو راسلت شيخا مثلك فهو أحسن من أن يضحك علي أحد، أو أصير في مكان أندم عليه.
أرجو قراءة رسالتي للأخير:
أنا طالبة في كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق في السنة الرابعة، وعمري 22 سنة، من سوريا، لن أتكلم عن نفسي كثيرا، فأنا بنت عادية، مثلي مثل كل البنات، بنت محترمة ومؤدبة وملتزمة، لكن مشكلتي -يا فضيلة الشيخ- هي شرودي الزائد عن حده، وخصوصا هذه السنة، صرت أفكر كثيرا بالطرف الآخر، بالإنسان الذي أريد أن أتزوجه -لا يوجد أحد معين- أفكر بالطرف الآخر بشكل عام.
مع العلم أني لا أتكلم مع الشباب، ولم أمر بأي حالة عاطفية، أو بأي حالة حب، ولم أتعرف على شباب، فأنا -الحمد لله- لا أعرف أحدا؛ لأنني لا أسمح لنفسي أن أخون زوجي المستقبلي، لكنني صرت أحب أن أقعد لوحدي كثيرا، وصرت عصبية حتى على أمي، وأحس أنني شغلت عن دراستي بالشرود والتفكير، وخائفة كثيرا هذه السنة.
مللت من الوحدة، وصرت أفكر كثيرا بالزوج، وأحس أني أريد شخصا أحبه ويحبني، يملؤ علي حياتي التي أعيشها، أنا خائفة كثيرا، خائفة أن أعمل عملا تراودني عليه نفسي، وأندم عليه في حياتي كلها، خائفة أن أتكلم مع شباب بالجامعة، خائفة أن أتكلم مع الشباب على الجوال، خائفة كثيرا، تراودني نفسي أن أدخل على مواقع الزواج الموجودة بالنت، والذي أعرف أنها كلها كذب، أريد أن أتكلم مع أحد، وأكلمه عن مشاعري المكبوتة، أريد زوجا، أو إنسانا تقيا، ومن المؤكد أني لن أذهب لأحد، وأحكي له قائلة: تعال أريدك زوجا.
أنا خائفة كثيرا -يا شيخ- خائفة أن أنفجر بشيء غلط، أرجوك -يا شيخ- أن تفهمني وتحس فيَّ، أرجو أن تساعدني فأنا أعرف أنك ستقول: ماذا تقول هذه البنت؟ أما ترى ما الذي يحدث من أحداث في هذه الدنيا.
أنا بنت من درعا، وكل يوم أدعو لأهل سوريا الذين هم أهلي، لكنني لم أعد قادرة على الصبر أو التحمل.
العفو منك -يا شيخ- فقد أطلت عليك لكنني أطلب منك وأتمنى أن تفهمني، لا أريد أن ترد على رسالتي بآيات قرآنية، أو أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي أجعلها كلها على رأسي من فوق، لكنني أريد شيئا عمليا، جوابا عمليا أستطيع أن أطبقه.