السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخواني الكرام القائمين على هذا الموقع الجزيل، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وأدامكم على الخير.
أبدأ سؤالي ببسم الله تعالى.
أخي العزيز: أنا شاب عمري 22 عاما، وطالب جامعي متفوق، مررت بأيام صعبة جدا، بعدما تغربت عن أهلي لغرض الدراسة، مع العلم أنني لست مبتعثا خارج المملكة، ولكن الأجواء تغيرت فجأة.
باختصار شديد:
أنا معتاد على أن أحل مشاكلي بنفسي - بعون الله -، ومشكلتي قد حليتها وانتهت، والحمد لله حمداً كثيرا. والمطلوب في هذا السؤال هو: ما نوع هذه المشكلة التي مرت عليّ في هذه الفترة؟
كنت لا أقبل أي نقد، وأي نقد يؤثر فيّ، لا أدري هل هي حساسية زائدة أم الثقة قد اهتزت؟
مع العلم أنني معروف بالعقل والرزانة والسعادة ولله الحمد، ولكن لم أعد أتقن أي من صفاتي السابقة، فأحس أن تصرفي ليس عقلانيا حينما أواجه نقداً، وأواجه ارتباكا، وكأن الأنظار كلها تنظر إلي وترى فيّ عيباً.
كنت أصدق أي نقد يوجه لي، على الرغم من أنني أعرف أنني لست هكذا، ولكن الذي كان يرهقني كثيراً .. لماذا هذه التصرفات حلت بي؟ أنا لست هكذا منذ زمن!
ولله الحمد هي حالة مرت في مدة لا تزيد عن 6 أشهر تقريباً، وعدت على خير، وإنني الآن أعيش حياتي السابقة بكل سعادة، ولكن أريد أن أعرف ما الذي حل بي؟ على الرغم من أنني لا أستطيع أتذكر أحاسيسي التي مرت علي.
وهناك سؤال يدور في بالي، ما علاقة الحساسية الزائدة بالثقة في النفس؟ وما علاقة الثقة بالنفس في العقل؟ هل هناك علاقة أم لا؟
وأتأسف جدا على الإطالة، أشكركم على هذا الموقع الجميل جزيل الشكر.
وأنصح إخواني القراء والكتاب بالصدقة تصدقوا..
سؤال آخر:
هناك مشكلة أخرى مرت بي، وهي أكبر مشكلة مرت علي في حياتي.
إيماني بالله قوي جداً، فلا تجد في أي خلّة ولله الحمد.
أنا لا أستمع إلى الأغاني، ولا أترك الصلاة، أحافظ على النوافل، أحافظ على الاستغفار، وأعيش حياة مطمئنة، وفي يوم من الأيام عملت معصية ندمت عليها ندماً شديدا، وبعدها دخلني الشك في وجود الله - والعياذ بالله - والله إن عيني تريد أن تدمع من هذا التفكير الذي قد مر بي! على الرغم من أنني أجد ما يثبت وجود الله، وعلى الرغم من أنني أرى القرآن يحرق السحر بعيني، وهذا دليل قاطع، ولكنني أريد ان أؤمن بالله بدون أي شك، وبدون أن أبحث عن دليل، أريد إيمانا غيبيا، ولكن هذه الأفكار تراودني ما الحل؟
مع العلم أنني حلمت حلما فسره لي شيخا وإماماً بأنني سأكون في فضل وعزة وحكمة، وتكون لي سلطة مسيطرة على أعداء الإسلام، وسأمر على أيام يبتليني فيها الله حتى تتزلزل الأرض من تحتي! فهل هذا هو الابتلاء؟
وما رأيكم في هذه الأسئلة؟
أتمنى من فضيلتكم توضيح كل النقاط في أسئلتي؟ وما هي تلك الأيام التي مرت علي؟
مع العلم أنني شاب اجتماعي سعيد، كما أنني أستطيع دائما التأثير في الشخصيات الكبيرة لقضاء حوائج الناس ومساعدتهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسلام ختام.