السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
نشكركم على هذا الموقع المفيد والمتميز، وجزاكم الله ألف خير.
لي أخت تصغرني بعشر سنوات، عمرها 25 سنة، وهي آخر العنقود، درست في مدارس خاصة إلى المرحلة الثانوية، وبعدها حصلت على البكالوريوس والماجستير، ووفقها الله للعمل في مكان جيد، ولكن يكثر فيه الاختلاط.
هي على قدر من الجمال، وفيها شيء من الغرور، ولكن أخلاقها عالية، وهي على قدر من التدين، وتعاني من الوسواس القهري، وترفض العلاج - أي بالأدوية - وتحب العلاجات الطبيعية، وهي أختي الوحيدة، ويعلم الله أني أحبها من كل قلبي، وأتمنى لها السعادة في الدارين.
ونحن من عائلة محافظة ومعروفة، ولكن والدتي أجنبية، وتختلف عاداتها عن عادات بلدنا بعض الشيء، بالرغم من أنها عربية، إلا أننا نعاني من أمي، حيث إنها عصبية لدرجة مرضية، وأعتقد أنه تنطبق عليها الشخصية الهستيرية، كما أنه توسوس في كل شيء، وتعاني من انعدام العاطفة تجاهنا، وتجاه أحفادها، و شخصت من قبل طبيب نفسي بالاكتئاب والقلق، وتحسنت لدرجة كبيرة بالعلاج، ولكنها توقفت عن أخذه بسبب الأعراض الجانبية، ورفضت بأي وسيلة من الوسائل أن تأخذه مرة أخرى، وصوتها دائماً عال، وسليطة اللسان تجاه الجميع ومع والدي.
أحببت أن أوضح هذه الخلفية، لتعرف أن أمي تلعب للأسف دورا سلبيا في حياتنا، وبالرغم من الأعاصير والعواصف التي مرت بعلاقتها بأبي، إلا أنه لم يتخل عنها لأخلاقه العالية، ولأن لها مميزات، من غير الممكن أن ننساها.
المشكلة التي أريد عرضها عليكم، هي أن أختي تقدم لها ابن عمي، وهو ذو خلق ودين، كما أن الله وهبه حسن المظهر والحياء، والكل يشهد له بأنه على قدر عال من دماثة الخلق، تخرج من الجامعة، ويطمح في الحصول على الماجستير، هو ابن عمي الذي عاش حياة الطفولة في منطقه أشبه بالقرى، ولكن الولد درس في الخارج، ويعمل في العاصمة.
في البداية كانت متشجعة للأمر، ولكن لسبب من الأسباب قررت الرفض، ولم تعطني أي سبب مقنع، ولكن قالت: لا أريد الزواج بقريب مني، ولا أريد إنسانا معقدا، ويبدو لي أنها تظنه قرويا، ورفضت الخوض معي في الموضوع، لدرجة أنها أهانتني بالكلام، علما بأني أحادثها من بلد آخر، نظرا لظروف عمل زوجي، وعندما حاولت أن أقنعها به، حادثته مرتين بالهاتف بإصرار مني، ورفضته من غير تقديم مبرر،
لم يستسلم، وذهب ليخطبها من أبي من غير والده، لكي لا يكبر الموضوع، إذ أنها رفضته بشكل نهائي، ولكن أبي رأى في الرجل التعقل، وأخبرها بالموضوع، وهنا بدأت بإرسال الكلام الذي ينم عن قلة الخبرة، ونعتته بالأناني، وغيره من الكلام غير اللائق، لأنه أصر على خطبتها رغم رفضها.
علاقتي بأختي متوترة جداً، لأنها لا تسمع إلا نفسها، ولا تريد النصح من أحد، وتقول: بأنها استخارت ولم ترتح، وفي المقابل فإن الرجل استخار وأرتاح للموضوع.
أنا بعيدة عنها بالقلب بعد أن أهانتني، وأنا أريد لها الخير أيضاً بالرغم من المسافة التي بيننا، حيث أني في بلد آخر، ولا أحد يحاول إقناعها في البيت.
أرجو منك د. الفرجابي مساعدتي في الحل. وجزاك الله خيرا.