السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي ابن عمره ستة عشر سنة، بدأ التأتأة في الحادية عشرة من عمره نتيجة تعرض أخيه الأصغر لموقف مؤذ جدا، فكان عاجزا عن إنقاذه، بل إنه تركه وهرب، ومن هنا بدأت مشكلته، فبدأ يتأتئ وتولد لديه إحساس بالفشل، والعجز عن فعل أي شيء مهما كان بسيطا، وهو مازال حتى الآن دائم الهروب من مواجهة أي موقف أو فعل.
هو الآن في حالة انكفاء وعزلة مستمرة حتى أنه لا يتحدث أمام أحد، لدرجة أنك تظنه أخرسا، وكذلك الأمر أمامنا، وهو دائما شارد الذهن، وكأنه غير موجود رغم محاولاتنا المستمرة لمساعدته، وإخراجه من حالته بالنصح والإرشاد، ولكن دون فائدة فهو أصبح يكرهنا جميعنا ظنا منه أننا نكرهه، كما أنه يكره أخاه الأكبر منه، ويغار منه رغم أن أخاه ودود معه، ويريد مصلحته.
وهو يكره جميع الناس على الإطلاق؛ لأنه يظن أنهم أحسن منه، وثقته بنفسه أصبحت معدومة، وحالته من سيء إلى أسوء، ويزداد عزلة وانكفاء، وإحساسا بالفشل، وهو يرفض الذهاب لدكتور نفسي بسبب تاريخه السلبي مع الأطباء – حيث أخذناه لدكتور نفسي بعد أن جاءته هذه الحالة في سن التاسعة، فحوله لأخصائي سلوك، وعمل لنا جلسات عائلية لمدة ثلاثة أشهر، ولكن دون فائدة.
بعد ذلك أخذناه لأخصائي تخاطب لمدة أربعة أشهر أيضا دون فائدة، ومن ثم بعد سنتين من ذلك أرجعناه لنفس أخصائي السلوك، وبعد فترة أعتذر الأخصائي عن متابعة العلاج، وقال لي: إن ولدك لا يستجيب لأنه لا يساعدني، وأنه قدم له كل شيء لديه.
والآن لا نعرف ماذا نفعل له؟ فهل ممكن علاجه بالأدوية في مثل سنه؟ وما هي وكيفية استعمالها؟ وهل هناك دكتور نفسي جيد موثوق به تدلونا عليه في مدينة جدة؟ ولاسيما وأن وضعه النفسي لا يسمح بالتجارب –كما أن وضعنا المالي لا يسمح بأجور عالية؛ لأن تكاليف العلاج النفسي دائما عالية للآسف - (ونحن نعتقد أن مشكلته نفسية بحتة، وليست عضوية، وهو يرفض أي تطور نحو الأفضل، ويتمسك بحالة التراجع إلى الوراء، وذلك من خلال تراجعه في كثير من الأشياء التي كان يتقنها سابقا ).
وشكرا.