السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى من حضراتكم أن ترشدوني وتوجهوني التوجيه الصحيح ومساعدتي؛ لأن الملل واليأس أصبحا عنواناً لحياتي.
أنا أعلم أن لدي مشاكل نفسية بداخلي منذ زمن، ولكني اعتدت على الكتمان لخجلي ولظني أنه بمرور الوقت سأنسى، ولكن مع الوقت أصبحت لا أفكر إلا في الماضي وأثره، ويا ليتني أعود طفلة، ودائماً ما أبكي عندما أكون بمفردي!
مشاكلي بدأت عند دخولي إلى عالم الإنترنت منذ سن الـ ( .. ) تقريباً، وكنت أتعرف على أناس جدد وأظن أني أكتسب أصدقاء وأخبرهم أن عمري ( .. ) وكانوا يصدقوني.
المشكلة أن قلبي كان تعلق بأحدهم وعبر لي بعد حديث سنة أنه يحبني وأنا صدقته؛ لأني شعرت بأن الحب إحساس جميل مع أنني كنت أبتعد كل فترة وأتوب حتى تركته بعد سنة، وبعد ذلك في المرحلة الثانوية تعرفت على صديقات وكن سبب مأساتي، علموني أشياء لم أكن أريد أن أنخرط فيها، وأصبحت مدمنة للأفلام الإباحية والعادة السرية.
وواحدة منهم عرفتني على قريب لها من باب التسلية حتى تطور الكلام بيننا في الهاتف ووعود بالزواج، وتعلقت به جداً فلم أتخيل حياتي دونه مع أنه من بلد أخرى، ولكنه بدون مقدمات وبعد عامين ونصف تقريباً تركني وغير رقم جواله ولم أستطيع الوصول إليه، حتى فوجئت في يوم أنه قام بخطبة صديقتي التي عرفتني عليه مع أنه طلب مني الابتعاد عنها؛ لأن سمعتها وتصرفاتها كانت لا تعجبه، طبعاً صدمت ولم أكن قريبة من الله وتاركة للصلاة إلا كل فترة، وأصبحت لا أصادق أحداً.
حتى جاءت مرحلة الجامعة وانتقلنا إلى بلد أخرى وعالم مختلف، ولم أتخيل أن أقدر على الدراسة في الجامعة وهي مختلطة، وكنت انطوائية ولا أصادق أحداً، ودائماً ما أشعر بالوحدة، فأستغل ذلك بمشاهدة الأفلام الإباحية والعادة السرية، جربت أن أعوض قهري على من أحببت، ولكن عن طريق النت وأصبحت أتعرف على شباب حتى أسمع منهم الاهتمام والحب، منهم من تعلق بي أو تعلقت به حتى أتركه وأتوب، ثم أعاود نفس الأمر فأصبح قلبي أسود لا أعود حتى تعرفت بأحدهم، وطلب مقابلتي وقابلته وتحدثنا وخرجنا عدة مرات، وأنا بالأصل أسكن بعيداً عن أهلي، قررت بعد سنة ونصف من تعرفي به أو سنتان أن أتركه ولو كان من نصيبي سيرزقني الله به.
المشكلة أني عدت له لأنه كان يملأ إحساس الفراغ بداخلي، ووعدني بالزواج وأصبحنا للأسف نتحدث في أمور جنسية، تطورت يوماً بعد يوم، ثم تركني فجأة بعد أن كلم والدي مرة واتفق أنه سيأتي ليخطبني، وحاولت أن أصل إليه حتى علمت من أحد أصدقائه أنه خدع الكثيرات وأخذ منهن شرفهن، وأخبرني أنه بالأصل خاطب وكان يتسلى، وفتحت إيميله ووجدت تاريخ المحادثات، أحاديث غريبة عن الفتيات ومعهم وألفاظ غريبة، فصدمت ولم أخبر أحداً.
وفشلت في دراستي الجامعية وأصبح أرسب ووالدي استغربوا حالي لأني في المدرسة كنت من المتفوقات دائماً، أنا أعتقد أن فشلي في كل شيء في حياتي بسبب ذنوبي والمعاصي وتعلقي بحب حرام، فأنا لا أستطيع السيطرة على شهوتي، كلما تبت ودعوت الله أن يرزقني الزوج الصالح أبكي لأني أعلم أني اعتدت على المعصية والطيور على أشكالها تقع، كلما تبت أرجع وكلما بدأت دراسة أفشل.
أشعر أني أدور في حلقة مفرغة، حاولت الانتحار أكثر من مرة ولم يحدث شيء، فأصبحت أدعو الله أن يأخذ روحي لأني أخاف أن أصبح أفجر من ذلك مع الأيام، فنفاقي يغلب على نفسي الحقيرة، أشعر أن كل من حولي يتطورون وأنا بمكاني لم أجلب سوى العار لأهلي ولا أحد يدري عني.
فأصبحت الآن انهزامية ولا أعطي نفسي حتى فرصه لأرى قدراتي في الجامعة مع أن تخصصي علمي بحت ويحتاج لمجهود، ولكن أشعر أنني مهما فعلت فسأفشل، أبي أصبح يسألني ماذا يرد على الخطاب، وأنا أرفض لأني أعلم أني سأظلمه أو سيكون سيء مثلي فاقع في شر أعمالي، فهل من سبيل للتغير؟