السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكر هذا الموقع الرائع وإن شاء الله في ميزان حسناتكم.
مشكلتي أنني أريد أن أتعلم العلم الصحيح النافع، ولا أدري كيف أتعلمه؟! منذ أن كنت صغيرة كان مستواي الدراسي عالياً جداً والحمد لله، حافظت عليه حتى وصلت إلى آخر مرحلة في المدرسة، وحدثت لي ظروف في آخر سنة في المدرسة، مما جعلني أقصر في المذاكرة، وكانت النتيجة هي حصولي على علامات جيدة، ولكنها لم تؤهلني للالتحاق بالجامعات الحكومية ذات المستويات العالية، مما جعلني ألتحق بجامعة خاصة.
مستوى الجامعات الخاصة عندنا ليس جيداً، يلتحقون فيه الطالبات ذوات المستوى المتوسط، والأقل فقط، ليحصلن على شهادة، يعني بالعربي من يريد أن يشتري شهادة!
كان مستوى الدراسة سهلاً مما جعلني أتخرج بامتياز، فدرجاتي لا تعكس عن مدى تحصيلي للعلم الحقيقي إذا قارنتها بالجامعات الأخرى، فتخرجت وأنا أدرك أنني لم أتعلم العلم الحقيقي، فو الله يؤسفني عندما أتذكر أن المحاضرين من الجنسيات المختلفة كانوا يوزعون الدرجات كالهدايا، والكل سعيد بهذا فلم يكن هدف الطلاب هو تحصيل العلم.
تخرجت وعلمت كم ضيعت من سنين عمري في الجامعة هباءً وأبتسم عندما أرى شهادتي ذات العلامة المميزة، وبعد أشهر من التخرج اختارتني الجامعة لكي أعمل فيها، وها أنا أعمل فيها اليوم في المجال الأكاديمي، وقد تم منحي فرصة لدراسة الماجستير في أي جامعة أريدها عربية أو أجنبية.
لكن أهلي أصروا علي بإكمال الدراسة في نفس الجامعة، (فهي توجد في مدينتي) لأني فتاة ولا يسمح لي بالسفر بدون محرم، لأن السفر له مخاطر عديدة، وخاصة في الدول الأجنبية، مع أنني أدرك أن تحصيل العلم الحقيقي سيكون من هناك.
الآن رجعت للمعاناة، أدرس ماجستير في الجامعة، والله إنه ليتقطع قلبي عندما يعود نفس السيناريو والغريب في الأمر أن المحاضرين مستواهم عال جداً وعندهم علم كبير، ولكنهم لا يشرحون شيئاً فقط يتكلمون عن حياتهم وماذا فعلوا وماذا تعلموا وعن تجاربهم وتمر الأيام، هل لأنهم ليسو من نفس جنسيتنا فلا يهمهم أفهمنا أم لا أم أنهم عديمو الإخلاص؟!
هؤلاء المحاضرون عندهم طلاب يعلمونهم (أونلاين) يومياً في بيوتهم، من كل أنحاء العالم، فلا أعتقد أنهم يعاملونهم مثل معاملتهم لنا، لأنهم يدفعون لهم على حسب فهمهم واستيعابهم منهم، أما نحن فلا يكترثون بنا لأنهم يضمنون أن راتبهم يصل إليهم شهرياً.
أنا في منتصف دراسة الماجستير وعلاماتي عالية جداً، ولكنني أخجل أن أقول أنا طالبة ماجستير لأني لا أتعلم علماً حقيقياً، فكيف أبدأ العام القادم برسالة الماجستير بهذا المستوى؟ وكيف سأكون أستاذة جامعية في المستقبل؟
والله إن الإحباط يقتلني، أحاول الآن أن أقرأ وأقرأ ولكنني تائهة جداً، وأشعر أن العالم يتقدم والكل يتقدم وأنا واقفة لا أفعل شيئاً! فمن لا يتقدم سيتأخر حتماً، فأنا أعمل الآن في المجال الأكاديمي وأشعر أن الكل أعلى مني بكثير في العلم والمعرفة، مما يزيدني إحباطاً.
كيف أستطيع أن أتعلم العلم الحقيقي؟ فالعلم هو سلاح الرجل والمرأة، وكيف أستطيع أن أقف أمام الجميع وأقول هذه أنا، رزقني الله علماً وسأفيد أبناء وطني؟ كيف أتخلص من هذا الإحباط الذي يقيدني؟
بارك الله فيكم.