السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً: أسأل الكريم أن يوفقكم لما يحب ويرضى.
بالصدفة توصلت لهذا الموقع الذي لم أتوقع أن أجد مثله في يوم في الأيام, ولعله ساقه المولى إليّ, فقد أجد عندكم ما يفتح لي أبوابا لحل الأزمة التي أمر بها حالياً.
أنا طالب في السنة الثانية من كلية الطب, كنتُ متفوقاً في الثانوية العامة, ثم دخلت الطب, وبدأت حياتي الجامعية بشكل ممتاز ودرجات ممتازة، ولكن في الفصل الثاني من السنة التحضيرية بدأ مستواي في الهبوط ولكن ليس كثيراً, ونجحت ولله الحمد, ولكن في السنة الثانية بدأنا دراسة الطب فعلياً, نظامنا هو نظام جديد مطبق في بعض الجامعات، حيث المواد تقسم كـ(مديولات) كل مديول يأخذ قرابة الشهر, وهناك اختبار شهري ونهائي, اجتزت المديول الأول ولله الحمد, ولكن تعثرت في كل المديولات الأخرى -أي ما يقارب نسبته 90% مما درسته - وأجزم بأن هذا ليس مستواي, ولكن لا أعلم ماذا أصابني! فأنا لا استطيع التركيز في وقت المحاضرة ولا وقت المذاكرة ، ربما عين أصابتني, فأنا أتمتع بسمعة طيبة في الحي.
بين الفصلين أقدمت على خطوة وهي التحويل لكلية الهندسة؛ لحبي وتعلقي بمادة الرياضيات, فالطب يعتمد على الحفظ أكثر, بينما أرى قدراتي في الفهم أفضل, فمن هنا جاء القرار, ولكن في الأخير تراجعت مع أن الموافقة صدرت، لكني رجعت؛ لأني كنت أرى أن ترك الطب ليس بالأمر السهل, خفت من الندم, مع أني بصراحة أحسست براحة عندما كنت أقوم بإجراءات التحويل, ولكن بعد فترة حمدت الله بأنني تراجعت.
حالياً: أنا معرّض لإعادة سنة أخرى, ولكني لست متقبلاً الفكرة تماماً, لا أريد أن أدرس وأرى زملائي يسبقوني, وأيضا أخاف من الرسوب مرة أخرى.
أحب الطب؛ لأني أظن أن الطبيب يكون أقرب للآخرة من الدنيا, وتزهد في نظره الدنيا، ولأن فيه أماناً وظيفياً وراتباً ممتازاً, مع أني أتمنى أن أسلك السلك الأكاديمي، ولكن قد يكون لله حكمه في كل ما يصير لي.
أنا أرى نفسي بأنني سأجتاز الهندسة بتفوق, ولأني أحب الرياضيات فسأبدع في دراستها، ولكن لا أحب مجال عملها كثيراً, مالم أكن في شركة كبيرة أو أسلك السلك الأكاديمي (حقيقة لا أحب أن أكون إنساناً عادياً, فالله أعطاني من العقل والقدرات ما أستطيع أن أتميّز به).
كذلك أحب جداً جدا إدارة الأعمال؛ ربما لأنه تخصص والدي, وأرى في نفسي المدير الناجح، وأتمنى أن أملك شركة و . و. و . (هذه الأفكار تزورني عندما أفكر في هذا التخصص) ولكن كما هو معروف فرص العمل أقل ولا بد من الواقعية.
ومهتم أيضاً بالتنمية البشرية، وأتمنى أن أصبح مدرباً فيها، وأرى أني لو كنت طبيباً نفسياً أو إدارياً متميّزاً فسأبدع أيما إبداع.
أفكر حالياً بأن أدرس الهندسة في الخارج على حسابي الخاص، مع أمل إلحاقي بالبعثة إن أمكن، وعند تخرجي أكمل الماجستير والدكتوراه في الإدارة، أو أحول لجامعة أخرى لأدرس الطب ولكن بنظامها القديم, حيث يمكنني أن أحفظ وأراجع، وتترسخ المعلومة في ذهني, عكس الحال الآن، فأيهم أختار؟
أعتذر عن الإطالة، ولكن مما تعلمته أن شرح الحالة يُساعد في التشخيص، وملخص قولي بأن قدراتي في الهندسة والإدارة أفضل من الطب، وحلمي هو أن أتبوأ منصباً أتمكن فيه من تطوير خريجي الطب، وأطور المستشفيات, وأن يأتي من يسكنون دول العالم الأول إلينا بحثاً عن العلاج، فكيف أحقق هذا الحلم؟ وبأي مجال؟
أفيدوني، وإن كان في نظركم هناك مجال آخر غير ما ذكرته فأفيدوني، وجزاكم الله خير الجزاء.