الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الخوف من الآخرين ولو كانوا أصغر مني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان من دواعي سروري أن أكتب رسالتي في هذا الموقع أخيرًا.

عمري 15 سنة ولدي مشكلة، وهي أنني أخشى من العراك حتى مع أولاد أصغر مني، لا أستطيع تهذيب من يشتمني باليد, وأعطي أهمية لرأيهم السلبي, وأشعر بأن هذا يهدد رجولتي!

وقد جاء الصيف وقررت التسجيل في دورات، وقبل التسجيل فإن تفكيري الأول كان: هل سألاقي أصحابًا أم سأجد اعتداءات؟

عادة ما أتشاور في هذه الأمور مع أبي أو أخي الكبير.

وقد غضبت البارحة كثيرًا عندما كنت أكلم أخي, وخرجت مني كلمات بذيئة, وصرخت بأنني لا أتقبل هذه المشكلة, مثل: لماذا أنا مبتلى بهذا؟ أو أنني أفعل الخير وأدعو، لكنني أتلقى ما يضايقني!

هل ستنتهي هذه المشكلة تلقائيًا أم ستنتهي بواسطتي؟

أنجدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لا اسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الإنسان هو ابن بيئته، والإنسان يتعلم ممن حوله ويساهم في تعليمهم.

أولاً: العراك يجب أن لا يكون هدفا لك في هذه الحياة، نعم المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، قوي في كل شيء، قوي في إيمانه قوي، في مكارم أخلاقه، وقوي في جسده، لكن لم يذكر أبداً أن الإنسان يجب أن يعد نفسه من أجل العراك مع الآخرين، إلا لجهاد الكفار في سبيل الله، وذلك مجال آخر.

نحن في زمن يجب أن نرجح فيه المنطق والحوار، الإنسان حين يكون هو دائماً الذي يبدأ بالكلام الطيب ويأخذ المبادرات الجيدة، لا شك أن ذلك سوف يؤثر في الآخرين، أن نهذب أنفسنا ونهذب الآخرين، هذا ليس بالقول؛ إنما هو بالتصرف وبالحكمة وبالمثالية.

أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج لأنك لا تستطيع أن تعارك الآخرين؛ لأن العراك أصلاً لا خير فيه أبداً، اجعل رفقتك هي الرفقة الطيبة الصالحة، وهنالك الكثير من الشباب المتميزين، ومن الشباب أصحاب الأخلاق الحسنة، تجدهم إن شاء الله تعالى في كل مكان، تجد في المدارس والمساجد وأبناء الجيران والأقرباء، لا بد أن يكون فيهم من هو طيب ومثالي، فلا تهتم أبداً للفئة الأخرى، هذا هو الذي أنصحك به!

حاول دائماً أن تكون منضبطاً فيما يخرج عنك من كلام، الإنسان مسؤول مسؤولية تامة عن كلامه وعن تصرفاته وعن تفاعله مع بقية الناس، كن دائماً من الكاظمين الغيظ، وكن هاشاً باشاً مع إخوتك ومع أهل بيتك، الإنسان حين يعطي انطباعاً جيداً عنه، هذه الصورة الجميلة تنعكس لدى الآخرين، ولذا يشار للإنسان من هذا النوع دائماً بالبنان؛ فيقال: ابن فلان أو فلان انظر إليه كيف أنه خلوق وودود وممتاز.

أنصحك أيضا بأن تكون حريصاً أن تميز نفسك من خلال التحصيل العلمي الرصين، حاول أيها الفاضل الكريم أن تقرأ عن شباب المسلمين، عن الصحابة الكرام، اقرأ عن سيدنا أسامة بن زيد، اقرأ عن سيدنا معاذ بن جبل، أو غيرهم من شباب المسلمين، وسوف تجد قدوة عظيمة من هؤلاء الأكارم.

أنصحك بأن تكون حريصاً على ممارسة الرياضة - أي نوع من الرياضة - مثلاً السباحة، وركوب الخيل إن استطعت إلى ذلك سبيلاً، ممارسة كرة القدم، هذا يجعلك إن شاء الله في وضع صحي يكون جسدك فيه قوياً، وهنا تحس بالثقة تماماً في أن مقدراتك لن تخونك أبداً عند الحاجة، وأقصد إذا اعتدى معتد اعتداءً حقيقيا، لكن المشاكل البسيطة والتي تجعل الإنسان يتفاعل ويتعارك، هذا ليس أمراً مقبولاً، أنت أفضل من ذلك، وأنا لا أراك مريضاً أبداً، هذه أمور كلها سوف تنتهي تلقائياً.

أيها الابن الفاضل: أرجو أن تتبع ما ذكرت لك من إرشادات، ودائماً حصن نفسك بالدعاء، الدعاء يعطي الإنسان الشعور بالطمأنينة والأمان والقوة، وأن لا يخشى إلا الله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً