الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في منصب مهم وأتلعثم عندما أتكلم مع الآخرين.

السؤال

عمري 21، وزني 95، أعمل كمسؤول، يوجد لدي مشكلة أحياناً في التلعثم وعدم القدرة على الكلام بشكل مفاجئ عندما أتحدث مع الآخرين، مع أنني متحدث مع الآخرين ومشارك دائماً، وصحتي جيدة، ونفسيتي جيدة، وأحس أنه يوجد شيء في داخلي يوقفني، أو مشكلة في التنفس، أو في القلب أو غازات, ويوجد لدي لحمية الأنف -والحمد لله- يومياً أقرأ القرآن، وأحياناً أعتقد أن هذا له علاقة بالمزاج ولا أدري هل هي توهمات.

أرجو منكم المساعدة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

إنها لنعمة عظيمة من رب العالمين أنك في هذا العمر وتعمل في منصب مسئول، وهذا يدل أنك تتمتع بالمؤهلات والصفات والسمات التي جعلتك مؤهلاً لمثل هذا الموقع، وهذا يجب أن يكون دافعاً إيجابياً أساسياً لك لتكون أكثر ثقة في مقدرتك على المواجهة.

موضوع التلعثم الذي ذكرته وبالصفات التي وردت أعتقد أنه دليل على وجود قلق اجتماعي بسيط، لا أعتقد أنه يصل إلى درجة الرهاب الاجتماعي، أنت تحاول أن تجيد وأن تحسن الكلام حين تتواصل مع الآخرين، لكن تحمل نفسك كثيراً، لأنك ترفع من درجة يقظتك، وحين يرفع الإنسان من درجة اليقظة ويريد أن يكون منضبطاً في كل ما يقوله، هذا قد يؤدي إلى شيء مما نسميه بقلق الأداء، وقلق الأداء فيه إيجابيات كثيرة، ولكن حين يزيد عن اللازم يؤدي إلى مثل هذه الصعوبات.

شعورك أيضاً أنه يوجد شيء في داخلك يوقفك أو هنالك مشكلة في التنفس أو غازات أعتقد هذا شعور قلقي ولاشك في ذلك، وعلاقة اللحمية أي لحمية الأنف بموضوع التنفس بالطبع لا نستطيع أن نتجاهل ذلك لأنك صيغة ومكونات أنا أرى فيها الجانب النفسي قوية جداً لذا أرجو أن تقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة، لتحسم موضوع لحميك الأنف أما من الجانب النفسي فأنا أقول لك يجب أن تثق في مقدراتك أنت رجل حباك الله تعالى بميزات كثيرة وممتازة وعليك أن لا تراقب نفسك كثيراً، فيما اسميته بالتلعثم عند الكلام، حين تراقب نفسك بشدة هذا قد يعطيك هذا الشعور.

ثانياً: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وأن تستفيد من التعليمات والإرشادات الموجودة بها، وتحاول تطبيقها صباحاً ومساءً، وهذه الطريقة جيدة جداً لبناء استرخاء داخلي ينتج عنه زوال العصبية والتوتر.

أكثر من التواصل الاجتماعي هذا -إن شاء الله تعالى- سيفيدك، وأعتقد أنك في حاجة للرياضة، وزنك لا شك أنه مرتفع، وهنالك زيادة واضحة، وفي مثل هذا العمر يجب أن تحافظ على الوزن الصحي؛ لأن هذا يفيد مستقبلاً، والرياضة سوف تفيدك في الجوانب النفسية أيضاً، فكن حريصاً عليها.

أرى أنه من الأفضل لك أيضاً أن تتناول أحد الأدوية الجيدة أو البسيطة، والتي تساعد في علاج مثل هذه الحالات، والدواء يعرف باسم فافرين، واسمه فلوفكسمين، هذا هو اسمه العلمي، تناوله بجرعة خمسين مليجرام ليلاً بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها، وهذا الدواء سليم وفاعل جداً في مثل أعراضك، والجرعة التي وصفنها لك هي جرعة صغيرة، وهو لا يؤدي إلى الإدمان، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

بالطبع أنا سعيد جداً أن أسمع أنك تقرأ القرآن يومياً، وأسأل الله تعالى أن يجعلك ويجعلنا من أهل القرآن، واسْعَ دائماً أخي الكريم لتطوير نفسك في كل شيء، على النطاق المهني والنطاق المعرفي والتواصل الاجتماعي، هذا كله -إن شاء الله- فيه خير كثير لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً