الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تسارع ضربات القلب لدي عقوبة من الله؟

السؤال

الحمد لله، والصلاة السلام على نبيا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبعد:

لدي مشكلتان هما، المشكلة الأولى: عندي صاحب تعرفت عليه في الصف الثالث الثانوي، وكان شخصاً طيباً وحبوباً، هذا الشخص كان يحبني، وكان يدافع عني ويساعدني ويهتم بمشاكلي، وبعد التخرج من الثانوية استمريت معه سنة كامل ثم تركته؛ لأنه كان ينصحني كثيراً ويخاصمني كثيراً، أصيب بارتفاع ضغط الدم -حمانا لله منه وإياكم- فهل ارتفاع ضغط الدم الذي معه بسببي؟ علماً أنه زائد الوزن، يأكل الوجبات السريعة بكثرة، والمشروبات الغازية بكثرة، ومشروبات الطاقة، سألت أحد المشايخ فقال لي لا ليس بسببك، وسألت أطباء القلب وقالوا لي ليس بسببك، وأنا تركته بسب الخصام والنصائح، وأنا خائف من العقوبة من الله، أتاني صاحبه وكان ينصحني بالرجوع إليه، وأنا أرفض جداً، وأنا شخص طيب القلب وجميل المظهر ومحب للطاعة، وقد تركته لأسباب.

المشكلة الثانية: لدي تسارع في ضربات القلب، فهل هذا عقوبة من الله؟

وعندما أنام أسمع ضربات قلبي، في اليمين وفي الشمال والظهر، وغيرها من أعضاء الجسم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moohmd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

علاقتك بهذا الصديق ذكرت أنها كانت وطيدة جداً، ثم بعد ذلك حدث فراق بينكما، وأنت الآن تحس بشيء من الأسى لما أصابه من ارتفاع في ضغط الدم، وأنا أقول لك: أنت لست السبب في هذا أبداً، لا علاقة لك بهذا الموضوع، المرض يأتي للناس لأسباب بيولوجية ولأسباب وراثية ولأسباب حياتية، وهنالك من لديه قابلية للمرض وهكذا، لا علاقة لك أبدا بهذا الموضوع، ويجب أن لا توسوس حوله أبداً، لكن أقول لك أن الخصام لا فائدة منه، والخصام ليس أمراً حميداً، وهذا الشخص كانت علاقتك معه قائمة على الاحترام والتقدير والصداقة والأخوة الإسلامية الحقيقية، فهذا أمر جيد وطيب، لكن ليس هنالك مجال لفرض الرأي أو أن تنقاد له، ونحن دائماً في العلاقات الاجتماعية لا ننصح أن يكون الإنسان منكباً على شخص واحد، ولا يكون مقيداً بصداقة واحدة، وكن طيباً مع الطيبين، واسعَ للتواصل الاجتماعي الرصين، اجعل أخوتك وعلاقتك مع أصحاب الفضل والدين والخلق، وأصحاب العلم والروية في الأمر، هؤلاء يفيدون الإنسان في أمور الدين والدينا، اجعل علاقتك على هذه الطريقة الاجتماعية الجيدة.

بالنسبة لموضوع تسارع ضربات القلب، هذا ليس عقوبة من الله، هذه علل تأتي الإنسان، وهي أمور عادية جداً، وربما يكون هذا ناتجاً من القلق، وربما يكون ناتجاً من التوتر، وأنت قلت حين تنام تسمع هذه الضربات في الجهة اليمنى واليسرى والظهر، وغيرها من أعضاء الجسم، هذا موضوع فسيولوجي، مرتبط بجسمك، وقلبك ينبض والدم يتدفق في شرايينك، فالحالة الصحية صحيحة، لكن بما أنك قلق أصبحت توسوس حول هذا الأمر، فأرجو أن تتجاهل هذا الأمر تماماً، ولا مانع أن تذهب إلى الطبيب في المراكز الصحية والرعاية الصحية الأولية مثلاً، لتقوم بإجراء فحص عام تتأكد من نسبة الدم لديك، ونسبة هرمون والغدة الدرقية، وأنا واثق أن التشخيص سوف يكون -إن شاء الله- جيداً، وبعد ذلك أرجو أن تطمئن تماماً، وأن تعيش حياة طيبة سوية، ركز على الدراسة، أو إذا كنت تعمل ركز على محيط العمل، فإن هذه قيمة عظيمة في الحياة، قيمة ممتازة جداً، وهي التي تؤهل الإنسان وتفيده كثيراً.

بعد التأكد من الفحوصات، هنالك دواء بسيط جداً يزيل هذا النوع من التوتر الذي تعاني منه، الدواء يسمى (أندرال) لا مانع أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً