الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من القلق والخوف، وضربات القلب، وقد أثرت على حياتي

السؤال

السلام عليكم.

بدأت معاناتي قبل سنتين، حيث شعرت فجأة بخوف شديد، وعدم الرغبة في التحدث مع أحد، وأصبحت هذه الحالة تتكرر، وبدأت معها شكوكي وظنوني المستمرة حتى الآن، كنت أحس بصداع شديد، وأحياناً دوخة، وأحياناً فتور عام، ولا أتحمل الإضاءة الشديدة، تأتيني أحيانا ضربات قلب شديدة، وتستمر لوقت طويل، وأحياناً أرى خيوطاً أمام عيني، بعد ستة أشهر من بداية الحالة صمت رمضان وكنت أتعب جداً بعد الإفطار، حيث تتعرق اليدان والأرجل، وأحس بكتمة نفس شديدة، وأحس بالاختناق لمدة خمس دقائق، ذهبت إلى عدة أطباء، وأجريت فحوصات للقلب والرأس والغدة، والدم، والرطوبة، وكلها سليمة، استمر الحال لمدة سنة، وبعدها ذهبت إلى طبيب؛ لأني أشكو من إسهال مصحوب بدم، وقال إن عندي قولوناً تقرحياً، وأعطاني البنتاسا، وأنا الآن أستخم الدواء للشهر السابع.

توقف الإسهال المصحوب بدم، ولكن مازلت أشكو من القلق والخوف، وضربات القلب، والدوار، وتقلب المزاج، والتفكير بصورة مزعجة في الموت، لدرجة أني مللت من الحياة، ولا أستمتع بأي شيء، حتى العمل ما عدت أحبه، واتكاسل عنه.

ساعدوني جزاكم الله خيراً، هل أنا أعاني من مرض عضوي؟ أم نفسي؟ أم روحي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأعتقد أن الجانب النفسي واضح جدًّا في حالتك، فهذه النوبات التي أتتك من قلق وتوتر وخوف، وتسارع في ضربات القلب، وتقلب في المزاج، هي من صميم ما نشاهده في الطب النفسي، وأعتقد أن الذي حدث لك هو ما يعرف بنوبات الهلع أو الفزع، لذا أعطتك هذه الصورة المزعجة لموضوع التخوف من الموت.

أخِي الكريم: هذا ليس ضعفًا في إيمانك، وليس اضطرابًا في شخصيتك، إنما هو ناتج من الحالة القلقية التي نسميها بنوبات الهلع والفزع، والذي يظهر لي أيضًا أنه في الأصل لديك ميول لما نسميه بقلق المخاوف، لذا تأتيك أعراض القولون العصبي وشيء من عسر المزاج، فإذن حالتك هي حالة نفسية ونسميها بالحالات النفسوجسدية، بمعنى أن القلق والتوتر هو الذي أدى إلى الأعراض الجسدية.

أنصحك أن تذهب إلى طبيب نفسي، -والحمد لله تعالى- يوجد الكثير من الإخوة الأعزاء الزملاء الأطباء النفسانيين المتميزين في السودان، هذا هو الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم، وإن لم تتمكن من الذهاب إلى طبيب نفسي فأعتقد أنه من الضروري جدًّا أن تحرص على ممارسة الرياضة - خاصة رياضة المشي - وهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (ديناكسيت) من الأدوية الجيدة جدًّا ومتوفر في السودان، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، وهنالك دواء آخر وهو الدواء المهم -وإن شاء الله تعالى- يفيدك كثيرًا، هذا الدواء يعرف علميًا باسم (سيرترالين) وله مسميات تجارية كثيرة، تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي 50 مليجرامًا، تناولها قبل النوم بساعة، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها ثلاث حبات يوميًا، تناول حبة في الصباح وحبتين ليلاً لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى حبتين ليلاً مرة أخرى لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى سوف تجد خيرًا كبيرًا في هذه الأدوية التي وصفتها لك، لكن لابد أن تلتزم بالجرعة ومدة العلاج، وهي ليست طويلة أبدًا، ويا حبذا لو تابعت مع طبيب نفسي كما ذكرت لك.

هنالك أيضًا ما نسميه بتمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تتصفح هذه الاستشارة وتطبق الإرشادات والتعليمات العلاجية الموجودة بها، سوف تفيدك كثيرًا.

من المهم أن تصرف انتباهك عن الأعراض، وذلك من خلال التواصل الاجتماعي، والحمد لله تعالى السودان عامر بذلك، وكما ذكرت لك مسبقًا ممارسة الرياضة أمر جيد، وكن دائمًا إيجابيًا في تفكيرك، صلة الرحم فيها خير كثير، إتقان العمل من أفضل الأشياء التي تُصرف انتباه الإنسان عن مثل هذه الأعراض.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً