الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق زائد وتوتر شديد، كيف أتخلص منها كي أهنأ بحياتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب أن أشكركم على جهودكم المبذولة في خدمة الناس، وبارك الله فيكم، وكل عام وأنتم بخير.

أنا مهندس مدني حديث التخرج، أعاني من خوف زائد، وقلق، وتوتر لا داعي له، لعله بداية رهاب اجتماعي، لا أستطيع أن أتمتع بحياتي مثل بقية الناس، حتى وإن ضحكت أحس أنني أخدع نفسي، أحس أنني بدوامة، ولا أعرف ماذا أعمل، لا أحسن التصرف في كثير من الأمور، دائماً أتصرف بشكل غير سليم، وأفكر كثيراً بالأشياء قبل حدوثها، مثلاً إذا عندي مقابلة لا أستطيع النوم قبلها، وأظل أفكر بأدق التفاصيل، وهذه المشاكل سببت لي إحباطاً وعدم ثقة بالنفس، وكثيراً من النسيان، وهماً، وقلقاً كثيراً، لا أدري إلى متى!

أرجو منك يا دكتور أن تعطيني اسم دواء لكي تتحسن حالتي، وأتمتع بحياتي كبقية الناس، بارك الله فيك يا دكتور، وأطال عمرك على جهودك الرائعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

قبل التحدث عن الدواء أقول لك إن حالتك - إن شاء الله تعالى - بسيطة، وأنت لديك درجة بسيطة من قلق الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة موجودة ومعروفة، ومن أهم طرق العلاج أن يعيد الإنسان تقييم نفسه ويقيمها بصورة صحيحة، مثلاً في حالتك أنت رجل - الحمد لله - مؤهل، ولديك مقدرات، وما وصلت إلى هذا الذي أنت فيه إلا من خلال هذه المقدرات، والتي استطعت أن توجهها في الاتجاه الصحيح، الخوف الاجتماعي دائماً يعطي الإنسان انطباعات سلبية عن نفسه، ولذا نحن نذكر أن الفكر السلبي الذي يكون سمة رئيسية في الرهاب الاجتماعي يجب أن يتخلص الإنسان منه؛ لأنه فكر خاطئ وليس بصحيح.

أيها الفاضل الكريم: أنا أنصحك بالتواصل الاجتماعي الجماعي، ومن الأنشطة الاجتماعية في هذا السياق ممارسة الرياضة الجماعية، والحرص على صلاة الجماعة، ومشاركة الناس في مناسباتهم، الانخراط في أي نوع من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، هذا كله يمثل دافعاً نفسياً حقيقياً من أجل كسر شوكة الخوف والرهاب الاجتماعي، الرياضة نعتبرها ذات قيمة عالية جداً، فكن حريصاً عليها، وأنا أرى أيضا أنك إذا دربت نفسك على تمارين الاسترخاء سوف تستفيد كثيراً، ويمكنك الحصول على كتيب أو شريط للقيام بهذه التمارين، أو يمكنك الرجوع إلى استشارة إسلام ويب تحت الرقم (2136015).

بالنسبة للعلاج الدوائي: حالتك لا تتطلب دواء قوياً أو لفترة طويلة، والعقار الذي يعرف باسم زولفت واسمه العلمي (سيرتللين)، سوف يكون دواء جيداً جداً، والجرعة بسيطة، وهي أن تبدأ بنصف حبة، تناولها ليلاً، والحبة تحتوي على خمسين مليجرام، يعني تتناول خمسة وعشرين مليجرام بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد وأشكرك مرة أخرى أخي الكريم على ثقتك في هذا الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً