الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم انتظام في دقات القلب، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع، خاصة قسم الاستشارات.

إني أعاني من عدم انتظام دقات القلب، وأخاف من الأمراض، وأخاف من الموت، لا أعرف ما السبب؟! وأخاف من الأماكن المغلقة.

عملت فحوصات الغدة والدم وعضلة القلب والشرايين، ولا يوجد شيء -والحمد الله - لكن عندي توتراً شديداً وقلقاً، وهذ يسبب لي ارتفاعاً في ضغط الدم، علماً أنني راقبت الضغط فكان مرة طبيعياً ومرة مرتفعاً، وأنا أخاف الذهاب إلى المستشفى، لأنه يسبب لي المزيد في المرض! علماً أني آخذ (اندرال) وعندي قولون عصبي .

أفيدوني جزاكم الله خيراً، هل قلبي مريض أم أن هذا من تبعات المرض؟ مع العلم أني ملتزم أو أحاول الالتزام والحمد لله، كما أني أحافظ على الصلاة والأذكار، وشكراً وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

كحقيقة طبية، لا يمكن لأي طبيب أن يقوم بإعطاء رأي جازم حول وجود مرض القلب من عدمه، إلا بعد أن يتم الفحص الإكلينيكي المباشر، وتتم الفحوصات المطلوبة، وأمراض القلب كثيراً ما تكون علاماتها ومؤشراتها تخلط بعلامات أمراض القلق مثلاً.

من وجهة نظري أن كل ما ورد في رسالتك يشير إلى أنك لا تعاني من أي مرض في القلب، وأن الموضوع كله مرتبط بحالة قلق نفسي تعاني منها، لكن هذا لا يعني أبداً أن لا تذهب إلى طبيب القلب، أنت اذهب إليه وقم ببعض الفحوصات الواضحة والجلية، ولكن لمزيد من التأكد أرجو أن تذهب إليه مرة أخرى وتأخذ رأيه النهائي، وبعد ذلك لا تتنقل أبداً بين الأطباء، وحين يؤكد لك طبيب القلب، أن قلبك سليم وأن الموضوع هو قلق نفسي فقط هنا أطلب منه أن يحولك إلى طبيب نفسي.

اتبع هذا المسار وسوف تطمئن، طبيب قلب يعطيك الرأي النهائي ثم بعد ذلك تحول إلى الطبيب النفسي، هنا تكون قد حسمت هذا الأمر حسماً قاطعاً، وأنا من جانبي أطمئنك جداً أن الأعراض التي ذكرتها كلها تقريباً نشاهدها لدى مرضى القلب والقلق النفسي.

كذلك مرضى المخاوف النفسية، والسبب في ظهور الأعراض الجسدية خاصة المتعلقة بضربات القلب هو عدم انتظام وتسارع ناتج من إفراز مواد عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، وهذه المواد تنشط القلب وتؤثر عليه مباشرة، ولذا تحدث التغيرات الفسيولوجية التي تحدثت عنها وهذه مرتبطة بالقلق.

علاج القلق سهل جداً لكنه يتطلب التزاما، ويتطلب أيضاً الاقتناع القاطع بأن هذا قلق وليس غير ذلك، لكن الناس لا تقتنع أبداً إذا لم تتبع الخطوات التي ذكرتها وهي التأكيد الطبي على سلامة القلب ومن ثم أدخل في العلاج النفسي الذي يتمثل في تجاهل الأعراض، والحرص على تمارين الاسترخاء، مزاولة الرياضة، والانصراف إلى الأنشط الحياتية دراسةً كانت أو عملاً، والتواصل الاجتماعي، هذا كله لا يعطي للفراغ مجالاً.

طاقة القلق التي تتسلط على الإنسان سوف تفيده في تحسين فعاليته، وهنا قد نكون حولنا القلق من سلبي إلى قلق إيجابي، ويأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وهنالك أدوية ممتاز جداً.

الأندرال دواء لا بأس به لكن لا يمكن أن نعتبره علاجاً لوحده لابد أن يتم تناول أدوية أخرى مضادة للقلق، وهي كثيرة جداً منها عقار ديناكسيد مثلاً، عقار الدوقماتيل، ومضادات الاكتئاب، كلها في الحقيقة هي مضادة للقلق أصلاً، ومنها عقار لسترال، سبرالكس، فافرين، كلها أدوية مفيدة جداً.

أخي الكريم، أرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد، إن شاء الله تعالى، أمورك تسير على خير، وأنا سعيد جداً أن أسمع إنك محافظ على الصلاة والذاكر .

أسأل الله تعالى أن يتقبل منك وأن يزيد خيراً ونعمة وصحة وعافية، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً