السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأطرح عليكم مشكلتي، مع أني لا أتوقع أن لها حلًا.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19عامًا، كنت متفوقة في دراستي -والكل يشكر أبي وأمي وأقربائي- وعندما دخلت المرحلة الثانوية كان مزاجي في أول يوم لي بالدراسة سيئًا، وكنت متوترة، وكنت أعاني من ألم في بطني، وفي اليوم التالي لم أذهب للمدرسة، وكنت أظن أنه تعب وسيزول، وبعدها بدأت معاناتي، حيث إني أشعر بالتوتر, وترتجف أطرافي، ويصفرُّ وجهي، وتصدر أصوات مسموعة ومزعجة من بطني من أماكن متفرقة؛ مما سبب لي الحرج, وأحس بتقلصات وألم بالبطن, وعملية التبرز لدي مضطربة بين إمساك وإسهال, وأخاف الأماكن الهادئة؛ لأن بطني تصدر تلك الأصوات باستمرار, ويسمعها الكل, ولا أستطيع التركيز والجلوس بمقعدي براحة.
كنت أذهب للمدرسة وأنا أبكي, وذهبت للطبيب وعملت تحاليل, وأظهرت أن لديّ صديدًا حادًّا في البول, وأخذت الدواء, لكني لم أرَ أي تحسن, مع أنه ظهر بالتحليل أن القولون سليم, وذهبت بعدها إلى طبيب شعبي, وقال لي: إن المعدة مرتفعة عن مكانها الطبيعي, وأخذت بعض الأعشاب, لكنها لم تنفع, ولم أرَ أي تحسن, وفقدت الأمل بالشفاء, وألهمني الله الصبر في تلك السنة, وتجاوزت المستوى الأول من الثانوية العامة, وبعدها لم أستطع إكمال المستوى الثاني, فقد كنت على نفس الحال ونفس المعاناة, ولم يتحسن حالي, فتركت المدرسة, ولم أكمل الثانوية, وانعزلت عن الناس, وأصبحت حالتي مزرية: أنام نصف اليوم, ولا أخرج من المنزل, وانقطعت عن العالم بسبب تلك الأصوات, فقد أتعبتني جدًّا, وأصبح مزاجي سيئًا, ونقص وزني بشكل ملحوظ, وأنا لا أعاني من القولون, لكن لدي أصواتًا مزعجة جدًّا ومستمرة أسفل البطن, وفي أماكن متفرقة - أعلم أنه من الطبيعي صدور تلك الأصوات من الأمعاء, لكنها تصدر مني أكثر من الطبيعي, فهي تصدر بشكل مرعب؛ حتى أنه لا تمر ربع ساعة دون صدور صوت - حتى في حالة الشبع - ولا تخف أبدًا, فأنا أسمعها طوال اليوم, وهي تزعجني-.
وأعاني منذ سنتين من تركي للدراسة, وأقول: لو أكملت دراستي وأنهيت الثانوية هذه السنة, ولا أدري هل أعاني من مرض نفسي أم من مرض نادر؛ لأني لم أر في حياتي شخصًا مثل حالتي؟ وأريد أن أدرس, وأريد أن أبني مستقبلي, لكني لا أستطيع الخروج من المنزل, ومعاملة أهلي لي ساءت بعدما تركت المدرسة, فقد كانوا يفخرون بي أمام الأقرباء, ويقولون: ابنتنا متفوقة في دراستها, وأصبحت لا أشكو, ولا أفضفض لوالدتي؛ لأنها تقول لي: أنتِ دائمًا تشتكين, ولا تأخذ شكواي على محمل الجد, وترددت أن أطلب منها أن تذهب بي لطبيب نفسي, لكني خفت من نظرة الآخرين لي, وخفت من استهزاء الآخرين والمحيطين بي, وحالتي النفسية سيئة جدًّا, وأصبحت أخاف أن يقترب مني أحد أو يجلس بجانبي؛ لأنه من المؤكد أنه سيسمع تلك الأصوات, وأصبحت أجلس بغرفتي وحيدة, ولا أختلط بأحد -حتى عائلتي-.
فأرجو أن تساعدوني, وادعوا لي بالشفاء العاجل, واعذروني للإطالة.