السؤال
السلام عليكم.
عندما جاء زوجي لخطبتي كان شاباً خلوقاً جداً, يؤم المصلين في مسجد الحي, وقد قارب على ختم القرآن, وكنت أشعر بقربه من ربه في كلامه معي, وحثه لي دائماً على القيام والذكر وطلب العلم, وكان يلقي كلمة بسيطة في المسجد, أي له نشاط دعوي.
بعد العقد سافر للعمل بالخارج, وانشغل كثيراً عن كل ذلك, ولكن كنت معه أذكره, وهو يذكرني, وتمر فترات نتبادل فيها الغفلة مع الرغبة في العودة كما كنا, ولكن ما يدمي قلبي أنه مع الوقت يعود متأخراً من عمله, فيقصر في قيام الليل, ثم تركه, ومع الوقت أصبح لا يستطيع القيام لصلاة الفجر في المسجد, حتى صار يصليها في الأسبوع مثلا مرتين أو ثلاثاً, وهو يتألم لذلك, لكنه يبرر لنفسه أنه متعب جداً في عمله المرهق.
بالطبع لم يعد له أي نشاط دعوي, ولا يفكر في ذلك لطبيعة الحياة بالخارج, ولم يرزق بصحبة صالحة تماماً, بل على العكس صار له صديق بعيد كل البعد عن الالتزام, وقد كلمته كثيراً, وتضايقت من صحبته, وهو يتعلل أنه يلازمه في العمل طول الوقت, ولا يستطيع مفارقته.
أرى تأثراً من صديقه في أشياء بسيطة, لكنها عندي كبيرة, أشعر أنه يتأثر به في بعض ألفاظه وكلماته -ليست بذيئة- لكنها علامة على استعداده للتأثر به.
أيضا كنت ألح عليه في أمر ما, ولم يقتنع أبدا, وبعدها كلمه صديقه فأقتنع بسهولة, وهذا يفزعني ويثير غضبي, رغم قلة أهمية هذا الأمر الذي حاولت إقناعه به, فالحياة في الخارج يصعب معها عمل الخيرات, العمل والنشاط الدعوي, الصحبة الصالحة, طلب العلم, هذا ما يتكلم به حاله.
أنا خائفة أن يزيد هذا الانتكاس بعد أن نتزوج؛ لأني أرى ممن حولي هذه الغفلة المصاحبة للزواج, فأنا أدعو الله له كثيرا, ولم أستطع أن أصارحه في هذا, لكني ألمح له عن سوء حالنا, وحاولت تشجيعه على أمر الصلاة بتحقيق الخشوع فيها, فاستجاب أياما, وفترنا أنا وهو.
أعترف بتقصيري أنا أيضا لأنه هو من كان يشد من أزري, ورجوت من الله أن يكون قائدي في الطريق إلى الله, وكان حلمي أن يكون داعيا إلى الله, يترقى في طلب العلم, وهو الآن يبتعد كثيرا عن هذا الحلم.
آسفة جدا للإطالة, ولكن قلبي يبكي دما على حال زوجي, ولا أملك إلا الدعاء له.