الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من قلق المخاوف وما تولد عنه من رهاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 32 سنة, أعاني منذ 12 سنة من الخوف بدون سبب, خوف مبالغ فيه من أشخاص معينة, مثل مقابلة الرؤساء, أو المدراء, أو عند كلامهم معي, وكذلك عند الذهاب للأطباء, وعندما يأتينا ضيوف, وكذلك في المناسبات الاجتماعية والتجمعات.

أشعر بزيادة دقات القلب, واحمرار الوجه, وصوتي ينخفض, وأشعر بالاختناق, وصعوبة في التنفس أحيانا, على الرغم من عدم خوفي منهم, أما عن بقية الأمور وجوانب الحياة فطبيعية جدا, تعاملي مع الطلبة, وزميلاتي في العمل, وفي البيت, وأخرج مع صديقاتي وأتسوق وأشتري ما أريد بدون ظهور أي أعراض خوف.

كذلك أعاني من النسيان, فهل العلاج السلوكي العرفي للخوف يكفي؟ لأني بدأت أمارسه منذ أسبوع, ولاحظت ازدياد الأعراض, أم لا بد من علاج دوائي معه, وما هو العلاج المناسب لي بحيث لا يسبب النوم, والكسل, وتكون أعراضه الجانبية بسيطة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أنت تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يعرف بقلق المخاوف، والرهاب الاجتماعي يمثل جزئية رئيسية في نوعية القلق والخوف الذي تعانين منه.

أنا سعيد أن أعرف أنك بدأت في الممارسات السلوكية المعرفية للتخلص من الخوف والقلق، ولا تنزعجي لازدياد الأعراض، فيعرف أن المواجهة -وهي جوهر العلاج السلوكي– تؤدي بالفعل إلى زيادة الأعراض في بداية الأمر، بعد ذلك تبدأ الأعراض -إن شاء الله تعالى- في الانخفاض حتى تنتهي تمامًا.

بمعنى آخر: إن زيادة الأعراض تعني أن البرنامج الذي تطبقينه هو برنامج فعال، وهذا البرنامج يجب أن يقوم على مبدأ التعريض والمواجهة مع منع الاستجابة السلبية، والاستجابة السلبية نعني بها الهروب من الموقف، يعني كوني أكثر اندفاعًا نحو المواجهة، ومن الأشياء الجيدة التي تساعد الإنسان على المواجهة هو أن يصحح مفاهيمه.

كثير من الذين يعانون من المخاوف والرهبة الاجتماعية حين تأتيهم الأعراض الجسدية -خاصة الشعور بتزايد ضربات القلب أو الشعور بخفة في الرأس أو دوخة أو أن الإنسان سوف يفقد السيطرة على الموقف – هذا يعطي شعورا سخيفا جدًّا، وهو أن الواحد مراقب من قبل الآخرين، أو هذه الأعراض مكشوفة لمن هم حولك، هذا ليس صحيحًا أبدًا، هذه الأعراض أعراض خاصة للإنسان، لا يتحسسها ولا يتلمسها ولا يشعر بها إلا هو، وأيضًا الذين يعانون من الخوف الاجتماعي يأتيهم شعور واعتقاد أن أداءهم ضعيف، وهذا ليس حقيقة، من يعتقد أنه يتلعثم أثناء مواجهة الآخرين والتحدث إليهم؛ نحن نؤكد له أن أداءه أفضل مما يتصور، هذا مهم جدّا.

من خلال تصحيح المفاهيم أعتقد هذا سوف يساعدك كثيرًا، فانخرطي في هذه البرامج السلوكية، ولا شك أنها سوف تفيدك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنه مكمل رئيسي للعلاج السلوكي، بل الدواء حقيقة يسهل كثيرًا للإنسان التوجه الإيجابي نحو البرنامج السلوكي وتوجيهه بصورة صحيحة، لأن الدواء ومن خلال التحكم في مواد كيميائية معينة في الدماغ يؤدي إلى التحكم في القلق، بل إزالته، وحين يزول القلق يستطيع الإنسان أن يواجه، وهذه حقيقة.

توجد أدوية سليمة وأدوية فعالة جدًّا وغير إدمانية ولا تؤثر على الهرمونات النسوية، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر تجاريًا هو (لسترال) ويسمى في مصر تجاريًا باسم (مودابكس) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) جرعته هي من حبة إلى أربع حبات في اليوم، وفي حالتك أعتقد أنك محتاجة فقط لحبة واحدة في اليوم، وطريقة استعمال هذا الدواء هي كالآتي:

تبدئي بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة ليلاً –أي خمسين مليجرامًا– استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً