الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل الشديد، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ صغري وأنا أعاني من الخجل الشديد، حتى مع إخواني والغرباء، كنت أخجل من الحديث معهم، وإذا دعيت إلى أي مناسبة أتردد وﻻ‌ أذهب حتى عندما كنت بالمدرسة كنت أتجنب الحديث مع زميلا‌تي، وما كونت أي صداقة، وإذا كنت مع أي أحد أو قرأت أي شيء أمام أحد أرتبك وأتلعثم بالكلا‌م، وتزداد دقات قلبي وأتعرق، والكل يلا‌حظ علي ذلك.

تعبت من الناس، يقولون عني صامتة ومعقدة، والله حالتي النفسية تعبانة، أرجوكم ساعدوني، فعرس أخي بعد 7 أيام، وأنا خائفة من الذهاب، ولو بيدي الأمر ما ذهبت فلا بد أذهب طالما أنه عرس أخي، وأتمنى دواء لا يؤثر على نشاطي، ويكون مفعوله قوياً، ولأني لا أقدر أن أذهب لطبيب نفسي.

ساعدوني ربي يساعدكم .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنك تعانين من خجل اجتماعي، ولابد أن تصححي مفاهيمك، فليس هنالك ما يدعوك للخوف من الآخرين، الناس هم الناس والبشر هم البشر، ولا أحد أفضل من أحد، لا أحد يقوم بمراقبتك أبدًا، أداؤك ممتاز، لا يوجد تلعثم، ليس هنالك أي نوع من الانقباض في كلامك، ما يأتيك من خوف داخلي هو شعور خاص بك أنت، ولا أحد يطلع عليه، الخوف دائمًا يكون في البداية، وبعد ذلك ينتهي تمامًا.

انطلقي من خلال هذه المفاهيم، واذهبي لزواج أخيك، وافرحي بذلك، وليس هنالك ما يدعوك أبدًا للتردد، والعلاج السلوكي للمخاوف دائمًا يكون من خلال المواجهة، ومن خلال التجاهل.

العلاج الدوائي: هنالك أدوية مفيدة جدًّا وفاعلة جدًّا، هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (لسترال) واسمه العلمي (سيرترالين) هو الدواء الذي يساعدك كثيرًا، لكنه بالطبع ليس سريع الفعالية، فعاليته تبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة، وجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي خمسين مليجرامًا – لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما الدواء الإسعافي والذي يمكن أن تتناوليه الآن - وسوف يفيدك كثيرًا – هو عقار (إندرال) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول) تناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله، وقبل مناسبة الزواج بساعتين يمكن أن تتناولي جرعة عشرين مليجرامًا من هذا الدواء (إندرال).

أيتها الفاضلة الكريمة: تعودي أيضًا على تمارين التنفس الاسترخائي المتدرج، وأنت جالسة في مكان مريح أغمضي عينيك، وتأملي في حدث سعيد، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، واحبسي الهواء قليلاً في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بقوة وبطء عن طريق الفم.

هذا تمرين جيد، وإذا تم تكراره عدة مرات سوف يفيدك كثيرًا، ويمكنك أيضًا أن ترجعي للاستشارة رقم (2136015) وقد أعدَّ موقع إسلام ويب هذه الاستشارة لتوضيح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

هنالك كتاب جيد جدًّا لـ (ديل كارنيجي) اسمه (دع القلق وابدأ الحياة) أو (تخلص من القلق) من الكتب المعروفة والبسيطة جدًّا، أرجو أن تستعيني بها، كما أن كتاب الدكتور عائض القرني: (لا تحزن) يعتبر من الكتب الممتازة، وكتاب الدكتور بشير صالح الرشيدي (التعامل مع الذات) هذا أيضًا من الكتب الممتازة جدًّا.

يمكنك الاطلاع على هذه المؤلفات، وسوف تجدين فيها بعض النقاط الاسترشادية المفيدة جدًّا.

اصرفي انتباهك تمامًا عن الخوف، استفيدي من وقتك بصورة إيجابية، تواصلي اجتماعيًا، كوني نشطة وفعالة في المحيط الأسري.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً