السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً، وسدد الله خطاكم.
أنا شاب بعمر 23 سنة، أعاني من الخجل المفرط، ولا أندمج بسرعة في المجتمع، كما أنني لا أستطيع رفض طلب لأحد، لا أستطيع أن أقول: لا، كما أن الأصدقاء الذين أعرفهم يأتون فقط عندما يحتاجوني في إصلاح حاسوب أو نحوه، لأني -الحمد لله- عندي خبرة في مجال الحاسوب والمعلومات.
عند اتخاذي لصديق مقرب أضعه في مرتبة أخي وأدخله منزلنا، وأشاركه الطعام وكل شيء، وفي الأخير أجده يتكلم عني بكلام غير لائق، ويخرج أسراري، ولا يشاركني هو كذلك ثقته بي، أو يتخذها فقط عند حاجته لشيء، مما جعلني أبتعد وأترك العلاقة بيني وبين من أعرفهم في نطاق الحدود، مما جعلني في نظرهم متكبراً.
بعضهم حاول جاهداً تحطيم معنويتي ونفسيتي؛ لأني كنت ذاهباً إلى ممارسة الرياضة في أحد النوادي، واتصل بي صديق، قال: نريد أن نراك وتجلس معنا قليلاً، لم أرفض، فعند انتهائي ذهبت عنده ووجدت معه صديقين آخرين، وأحدهم بدأ يتكلم عن الفتيات، أعرف فلانة وفلانة، وفعلت لفلانة! لم يعجبني الأمر، وقام بتوجيه الكلام لي، هل تتوفر لديك فتاة؟ أرني صورتها، أجبته لا تتوفر، وإن توفر ذلك ففي إطار الاحترام والحلال.
قلت له: هل تظن نفسك حققت إنجازاً بأنك تعرف الكثير من الفتيات؟ ماذا حققت في حياتك غير ذلك ينفعك؟ إلا أنه وجه لي كلاماً أني شخصية ضعيفة، وغير مقبول، ومن هذه الفتاة التي ستقبل بواحد مثلك؟!
ابتسمت وذهبت لأستقل حافلة إلى المنزل، مما جعلني أفكر كثيراً لأنني أعاني من هذه المشكلة أنني أرى شكلي بشعاً، لأنني طويل القامة، ووجهي طويل جداً، وعندي مشكلة تحقير الذات بشكل كبير، وأغلبية الصور تظهر بشعة، وأرى نفسي معاقاً.
علماً أني -ولله الحمد- لا أعاني من أي إعاقة، وبعض الأحيان أرى فتاة وفتى في الشارع أقول في نفسي: لماذا أنا لا تتوفر لدي فتاة، ولا أجيد التكلم إلا أني فقط أبتسم؟ وأقول في نفسي، تحلم! وأكمل طريقي.
علماً أني دائماً ألبس جيداً، وأعامل الناس باحترام وطيبة، لكن كل هذا جعلني أدخل في اكتئاب حاد، وأصبحت منعزلاً عن الكل حتى عن أهلي، وحتى تلك الابتسامة لم تعد لدي، ومتشائم بشكل كبير، ودائماً في دوامة تحقير الذات والنفس، والوحدة القاتلة، أطلب من الله العون، ثم المساعدة منكم.
وشكراً لكم.