الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شاباً للزواج ولكنه لا يرغب بذلك فحزنت، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أحببت شخصاً ودعوت الله مخلصة وبإلحاح أن يجعله من نصيبي إلى أن أتى يوماً وقال لي: أنا لست مستعداً للزواج حالياً، ولا أريد أن يضيع وقتك، وفي الحقيقة بكيت بكاءً مريراً، وقلت في نفسي لماذا لم يسهل لي الله فيه، رغم أنني دعوته بكل إخلاص؟

بالإضافة إلى أنني أدري جيداً أنه رجل صالح، وأنه لا يقيم علاقات مع الفتيات، لكن في الأخير سيكون من نصيب فتاة أخرى.

أرجو أن تنصحوني، لأنني حقاً محبطة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحباً بك ابنتنا العزيزة في موقع استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يقر عينك بزوج صالح.

لاشك أيتها البنت الكريمة أن اختيار الله تعالى للإنسان خير ممن يختاره الإنسان لنفسه، فكم من شيء نتمناه ونحرص على الوصول إليه، وإذا هو على خلاف ما كنا نرجوه ونأمله، ولذلك فإن الإنسان العاقل ينبغي أن يدرك تمام الإدراك أن ما يقضيه الله تعالى له ويقدره هو الخير، فإن الله تعالى أعلم بمصالحك منك، وأعلم بما ينفعك في مستقبلك، وهو مع هذا العلم أرحم بك من نفسك، وهو قدير على أن يحقق لك ما تتمنينه، فإذا صرف عنك شيئاً عن أمور الدنيا فثقي بتدبير الله تعالى وحسن قضائه، وأنه سبحانه إنما صرفه عنك لأن الخير في صرفه، فكم من إنسان ظهر بمظهر وكانت حقيقته وكان مخبره بخلاف تلك المظاهرة.

لذلك فإننا ننصحك بأن لا تكثري الأسى والحزن على أن فاتك الزواج بهذا الشخص، وينبغي أن تصرفي همتك نحو النافع لك، فأكثري من سؤال الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح المناسب لك، وحسني ظنك بالله تعالى أنه قادر على ذلك، وأنه سيستجيب دعاءك.

احرصي كل الحرص على تحسين علاقتك بالله، بالإكثار من استغفاره، فإن الاستغفار من أعظم الأعمال الجالبة للأرزاق، وخذي بالأسباب التي توصلك إلى الزوج الصالح المناسب، مما شرعه الله تعالى من الأسباب المباحة، من ذلك التعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، والإكثار من مجالستهن فإنهن خير من يعينك على الوصول إلى الزوج المناسب، ومن ذلك الاستعانة بمحارمك الرجال كإخوتك إذا كان لك إخوة، وأعمامك وأخوالك ونحوهم ممن يعينك على تحقيق هذا المقصود والمطلوب.

اسألي الله سبحانه وتعالى على الدوام، وتحري الأوقات التي ترجى فيها الإجابة أكثر، كالدعاء حال السجود وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، فأكثري من سؤاله سبحانه وتعالى أن يختار لك الخير، ويرزقك الزوج الصالح، وثقي بتدبير الله تعالى بعد ذلك وتصريفه الأمور، وستجدين بهذا الرضى السعادة كل السعادة.

نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، ولا ننسى أن ننبهك إلى أن من أعظم الأسباب التي تصرف عن الإنسان الرزق الحسن الوقوع في معاصي الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (وإن العبد ليحرم من الرزق بالذنب يصيبه) فاحذري الوقوع في معاصي الله تعالى.

من المعاصي الرائجة المنتشرة بين الناس إقامة العلاقات بين الشباب والفتيات خارج إطار الزوجية، فإن هذا من المنكرات الشائعة المنتشرة، والواجب على المسلمة أن تحذر ذلك، وتعلم أن سخط الله تعالى يحول بينها وبين رزقه الطيب، كما أنه يوقعها في سخط الله تعالى ويجرها إلى غضبه، فالواجب على المسلمة أن تقف عند حدود الله تعالى.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يهيئ لك من أمرك رشداً، وأن يبلغك من الآمال ما تتمنينه إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً