السلام عليكم.
أنا متزوجة وعندي ولدين. تتركز الدهون عندي في منطقة البطن بشكل رهيب، منذ سنتين بدأت أهتم بصحتي ومارست رياضة، وقمت بحمية لكن دون فائدة، تعبت حتى نزلت 3 كيلو، وصار لي سنة ينزل من وزني كيلو ثم يعود!
مشكلتي هي ارتفاع هرمون التستسترون أو هرمون الذكورة إلى الضعف 157، والمعدل الطبيعي عند النساء 70 ، ذهبت للدكتورة وأجرت لي صورة، أظهرت عندي تكيساً صغير الحجم، أعطتني حبوب منع حمل ميكروجنين30 حتى نعالج التكيس، لكنها لم تخبرني بخطوات العلاج أو كيف نرجع مستوى الهرمون للطبيعي.
علماً أن ارتفاع الهرمون كان عندي قبل الزواج؛ لأن أعراضه كانت موجودة لكن لم أقم بالفحص إلا مؤخراً.
أسئلتي: ماذا أفعل؟ وكيف سيعود الهرمون للمستوى الطبيعي؟ وكم مدة العلاج؟ كم من الوقت تحتاج نتائج العلاج حتى تظهر؟
والوزن الزائد هل سيخف أم سأظل أعيش عمري مع هذه الدهون؟
رجاء، محتاجة لرد سريع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ارتفاع هرمون الذكورة هو أحد الموجودات الهامة في متلازمة تكيس المبايض, ونحن نسمي الحالة بـ(المتلازمة) لأنها تشمل أكثر من عرض، من أهمها:
- وجود اضطراب في الدورة الشهرية على شكل تباعدها مع عدم حدوث إباضة.
- وجود ارتفاع في هرمون الذكورة أو أعراضا لارتفاعه.
- ظهور تكيسات صغيرة على المبيض.
أيضا من الموجودات الهامة في تكيس المبايض هو حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الأنسولين, مما يؤهل مستقبلا ًلحدوث مرض السكري وارتفاع الضغط, -لا قدر الله-.
وأحب أن أؤكد على نقطة هامة في هذا الشأن, وهي أن متلازمة تكيس المبايض لا تشخص إلا بعد أن يتم نفي الأسباب الأخرى التي تسبب ارتفاع هرمون الذكورة في الجسم أو التي قد تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض التكيس, أو تلك التي تسبب السمنة.
لذلك أرى أنه من الضروري أن تقومي أولاً بعمل التحاليل الآتية وذلك كنوع من الاحتياط ولتأكيد التشخيص:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T4- PROLACTIN -17-HYDROXYPROGESTERON-DHEAS- CORTISOL
ويجب إجراؤها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح. إن تبين بأن هرمون الذكورة مازال مرتفعاً فوق 150, فهنا يجب أن يتم عمل تصوير طبقي CT -SCAN للغدة الكظرية، أي الغدة فوق الكلية للتأكد من عدم وجود سبب فيها يؤدي إلى ارتفاع الهرمون.
بالنسبة لك, ولكونك قد سبق لك الإنجاب مرتين -والحمد لله-, فإن الحالة عندك تعتبر من الحالات القليلة المحظوظة, فالتكيس -كما سبق وذكرت- يؤدي إلى اضطراب في الدورة وعدم حدوث الإباضة, وبالتالي إلى صعوبة حدوث الحمل. لذلك فالمشكلة عندك ستكون أسهل حلاً -إن شاء الله- كون العلاج لن يكون موجهاً لحدوث الحمل, بل موجهاً لعلاج ارتفاع هرمون الذكورة وعلاج التكيس نفسه, وبالطبع هذا سيساعد في الوقت نفسه على عودة الإباضة وحدوث الحمل.
العلاج المفضل في مثل حالتك هو تناول حبوب منع الحمل من النوع الثنائي الهرمون, مثل: حبوب (ميكروجينون) التي تتناولينها, فعملها هنا في خفض هرمون الذكورة سيكون بطريقة مزدوجة, لأن فيها هرمونيين هما: (الاستروجين والبروجسترون)، وهما يعاكسان هرمون الذكورة ويخفضان من مستواه في الدم.
يفضل البدء بحبوب تسمى (الغلكوفاج)، وهي حبوب تستخدم لعلاج مرض السكري, لكنها ستفيد في حالتك؛ حيث ستجعل الجسم أكثر استجابة لهرمون الأنسولين, مما سيخفض أيضاً من هرمون الذكورة في الجسم, ويمكنك البدء بحبة يومياً عيار 500 ملغ, ثم بعد أسبوع يمكنك جعلها حبة واحدة لكن عيار 850 ملغ, ثم في الأسبوع الثالث ارفعي الجرعة إلى حبتين عيار 850 ملغ حبة صباحاً وحبة مساء, واستمري على هذه الجرعة بالإضافة إلى حبوب منع الحمل.
إن حبوب (الغلكوفاج) ستساعدك في إنقاص وزنك, فهي ستخفف الشهية وستحسن حرق الدهون في الجسم -بإذن الله-, لكن يجب عليك بالإضافة إلى العلاج الدوائي أن تتبعي حمية غذائية جيدة ومتوازنة بحيث لا تتجاوزين فيها تناول 1500 وحدة حرارية يومياً مع ممارسة رياضة تحبينها، ولا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف أو تقاليد المجتمع, وذلك بشكل يومي ولمدة نصف ساعة على الأقل.
إن مجرد انخفاض الوزن بما يعادل 5-10% من الوزن الأصلي سيكون له مردود إيجابي كبير على الحالة وعلى خفض هرمون الذكورة, بمعنى أنه ليس من الضروري أن تصلي إلى الوزن المثالي -وإن كان هذا هو المفضل- حتى يتم الحصول على الفائدة من اتباع الحمية. ويجب عليك بالطبع التحلي بالصبر، فالعلاج سيأخذ بعض الوقت, وقد لا تلحظين تحسناً ملحوظاً قبل 9 أشهر, وكلما التزمت بالحمية وممارسة الرياضة كلما كانت النتائج أسرع -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.