السؤال
كنت أعمل وأدرس في الجامعة، ولكنني الآن تركت الدراسة والعمل؛ والسبب أني منذ أن نجحت في الثانوية العامة ذهبت إلى الجامعة, وأصبح لدي شعور غريب بعدم الارتياح من الآخرين، والخوف من المشاكل، وتطورت معي هذه الحالة حتى خرجت من الجامعة، وتركت العمل، وأصبحت حالتي تسوء وتسوء، وأصبحت ملازمًا للبيت لا أخرج لأي مكان، وكنت أذهب إلى صديقي فقط، ولكن مع الوقت أصبحت لا أستطيع الذهاب إليه، وأطلب من أصدقائي أن يأتوا إلى بيتي بدل أن أذهب إليهم، ولكني بعدها بوقت قليل أصبحت لا أطيق الجلوس مع أي أحد، وأصبح التفكير يسيطر عليَّ، وصرت أفكر في الماضي، وأخاف أن يرجع عليَّ بسوء، وصار خوفي من الناس شديدًا، ويخيل إليَّ أن الناس يريدون أن يؤذوني، وأني إذا خرجت من البيت فسأقع في مشكلة مع أحد ما.
أفكر بأن كل الناس يكرهونني ويريدون بي الشر، فأصبحت أتمنى الموت؛ لأنني في عذاب كل يوم، وأتألم بشكل كبير خوفًا من المصائب، وقلبي يشتعل بنار الألم، وأشعر أن عليه ضغطًا كبيرًا، وأحيانًا أشعر كأنه توقف عن الخفقان.
أخاف كثيرًا من تجدد الماضي، وقد ذهبت إلى عدة أطباء، وقال لي أحدهم: إن معي القولون العصبي، وأعطاني الدواء، ولكن حالتي لم تخف, بل زادت، وأحد الأطباء قال لي: إن معي التهابًا في رأس المعدة، وأعطاني الدواء ولم أخف, بل زادت حالتي.
أحيانًا أؤذي نفسي من شدة التفكير الذي يؤلمني، ومن توقعاتي السيئة لحاضري ومستقبلي.
أنا الآن لا أعرف كيف أعيش, فقد تركت كل حياتي، وعملي, وجامعتي، ولا أعرف ما الحل؟ ولا آكل كثيرًا, فنفسي مسدودة عن الأكل دائمًا، ولا أستطيع النوم، وأنا في أرق شديد دائمًا، ووجع في القلب، وأحيانًا أشعر بتخدر جسمي عندما تزيد الحالة، ولا أعرف الأمل, ولا التفاؤل، أحاول ولكنني أفشل، وأصلي - والحمد لله - وأحيانًا لا أجد الراحة إلا في الصلاة، ولكن الوقت الأكبر في الألم.
أعرف أنه لن يصيبني إلا ما كتب الله لي، وأؤمن بهذه الآية، ولكن الوسواس يسيطر عليَّ لمجرد حدوث مشكلة صغيرة وتافهة، فأحسب لها حسابًا كبيرًا، وأوليها الاهتمام الأكبر، وتؤثر عليَّ كثيرًا، وصرت أخاف من الأصوات العالية، وأصوات السيارات، وأتضايق إذا سمعت الصراخ, هذه حالتي، فأرجو المساعدة، فأخوكم في أمسِّ الحاجة للعون.
وشكرًا.