الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحوني بالزواج الثاني وهذا حالي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب متزوج منذ 5 سنوات، ولدي طفلان، مشكلتي أنني تواق إلى النساء ولا أستطيع أن أغض بصري، ودائم التفكير بإعادة الزواج، مع العلم أن الله منّ علي بزوجة رائعة، وحالة مادية ميسورة، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى كانت لي مع ابنة عمي علاقة حب من طرفها قبل زواجي، وأنا سايرتها دون أن أحبها، فاصطدمت عند زواجي وسمع الناس بأنها كانت على علاقة بي، فلم تتزوج إلى اليوم وعمرها 30 سنة، وتقول إنها لن تسامحني أبدا.

هل أتزوجها لأكفر عن ذنبي وأصل رحمي ولأغض بصري؟ وهي ليست ذات جمال، أم أتركها وأدعو لها بالزوج الصالح، وأدعو لنفسي بالغفران، مع خوفي من عدم مسامحتها لي مع مرور الوقت وكبرها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وما أحوج من منَّ الله عليه بزوجة حلال إلى أن يغض بصره، لأن هذه نعمة من الله تبارك وتعالى أن تتُاح لشاب مثلك فرصة فيتزوج من امرأة رضيها ورضيته وهو سعيد معها وله منها أطفال، ثم بعد ذلك لا يغض بصره، هذا نوع من الجحود لنعمة الله تبارك وتعالى، فاتق الله في نفسك، واعلم أن المؤمن مطالب بأن يغض بصره، إذا كان متزوجًا أو غير متزوج، فكيف يطلق الإنسان لبصره العنان بعد أن مَنَّ الله عليه بالزوجة الحلال؟ وإذا كنت بحاجة إلى الزواج فهذا حق لك شريطة أن تعدل، تكون قادرًا على العدل.

وموضوع بنت العم من المواضيع المهمة وهي ممَّن يهمُّك عرضها وأمرها، فإذا أردت أن تتزوج بها فقد أحسنت في ذلك، وأرجو أن يكون الهدف هو إسعادها، والهدف هو أيضًا إعفاف النفس بالنسبة لك، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

الإنسان المسلم ينبغي أن يتقيد في علاقاته بأحكام هذا الشرع، فلا يجوز للرجل أن يُحدث علاقة مع أي امرأة إلا إذا كان هدفها الزواج، وبنت العم ليست من المحارم، وما حصل منك كان خطأً، وإذا أراد الإنسان أن يُصلح خطأه بعد أن يتوب الطرفان، تتوب أنت وتتوب هي، فإن هذا مقصد شرعي ومعنى شرعي مهم، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً