السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، من فلسطينيي الـ 48، عشت في بيت فيه توافق بين الأب والأم, أبي يعمل مدرسا، وأمي ممرضة، وأنا البنت البكر، مشكلتي هي أنني لست قريبة من أمي, صحيح أن أبي يحبني ويدللني كثيرا، ولكن هناك أمور أحببت أن أحكيها لأمي، ولكني لم أستطع.
كان هناك شاب يأخذ معنا كورسا بعد إنهاء المرحلة الثانوية للقبول إلى الجامعات(خاص بدولة إسرائيل) لم أكن أنظر إليه حتى من الخجل، وبعد أن حصل على إيميلي تطور الأمر, لقد كان الكل ينتقدني لشدة خجلي في الأمور العامة في الحياة، لذا لا أدري كيف أحببت هذا الشاب وقبلت التكلم معه، وهو يكبرني بـ 4 سنوات، بعد فترة طلب هاتف أبي ليطلبني ولم أوافق؛ لأنني كنت أعرف أن أبي لن يزوجني في سن الـ 18، وبعد مرور 4 سنين على هذه العلاقة وبعد أن دخلت الجامعة، وهو لم يدخلها رغم محاولته، لظروف أهله المادية، فهو كان المعيل، وهو حاليا مدير لمحطة بنزين, قررنا أن نتوب وألا نتكلم مع بعضنا حتى يوافق أبي, في اليوم التالي (أي قبل سنة من اليوم) استجمعت كل قواي حتى أتكلم مع أبي أنني على علاقة مع شاب ونريد بعضنا بالحلال, صعق أبي وتوقعت أن يضربني، ولكن من شدة العصبية ومن شدة حبه لي سكت لدقيقة ثم تكلم, قال لي: أولا الشاب ليس من بلدنا (بعيد عنا 5 دقائق) ثانيا: ليس متعلما -رغم أنه مثقف- ثالثا: حالته المادية سيئة، رابعا: أهله ليسوا بمستوانا من ناحية العلم ومن الناحية المالية، ومن ناحية نظرة المجتمع لهم ولنا, وقال لي: إن فكرت جيدا في هذا الموضوع سأعرف أنه على حق، وهذه المحادثة كان الشاب على علم بها؛ لأنها مصيرية، وبعدها لم نعد نتكلم، أمي أيضا لم أكلمها في الموضوع، فقد كلمها أبي وقد كانت ترفض الشاب أكثر من أبي؛ لأنها تريد (حماة) على مستواها، لا أتذكر أنها ضمتني يوما، ولا أتذكر أنها خففت عني، ولكن أذكر أنها حملتني في بطنها تسعة أشهر.
منذ سنة وحتى الآن تكلمت حوالي 5 مرات في فترات متقاربة مع أبي حتى أقنعه، ولكنه دائما يرد بالرفض ويقول لي: (على جثتي! تريدين أن تفضحيني ويقول الناس أني أريد أن أناسب هؤلاء؟ انسيه) وحتى الآن لا أريد نسيانه، علما أنني لا أتكلم معه، وأسرق أخباره من ناس قريبين منه، وعرفت أنه لم يخطب حتى الآن، علما بأن أخاه الأصغر خطب فتاة قبل شهرين, وفوجئت قبل ثلاثة أشهر أنه اتصل بأمي، وطلب منها أن تسمح له فشرب فنجان قهوة حتى يطلب يدي، فرفضت، وقبل أسبوعين بعث لي رسالة يقول فيها إنه اشتاق إلي، وسألني إذا حصل شيء جديد مع أبي، فقلت له ما جرى, لقد خجلت أن أسأله هل سينتظرني أكثر، وهذا كان آخر كلام بيننا.
أنا حقا لا أستطيع نسيان رجل تكلمت معه وانكشفت عليه، ليس بالمعنى الجسدي، ولكنه كان يعرف كل شيء عني، لا أستطيع نسيانه لأجل كبرياء أبي وخجله من المجتمع، فأنا لست خردة, قلت لأبي: إنني عاهدت نفسي أن أبقى بلا زواج، حتى لو تزوج هذا الشاب، وافق وقال لي: إن كنت تريدين هذا فأنا موافق، ولكنك ستعيشين تحت عذابي وعدم رحمتي، رغم أنه في قرارة نفسه يظن أنني سأنسى هذا الشاب وسأوافق على طلبه بالزواج من آخر, والله لم أترك أحدا إلا وسألته عن أخلاق الشاب، كلهم قالوا إنه محترم ومطيع لوالديه ويصلي الصلوات.
عذرا على الإطالة، ولكني حتى بعد صلاة الاستخارة أشعر بشيء يجذبني نحوه، إني أحبه بجنون, فما السبيل لإقناع أبي؟ وهل آثم إذا بقيت من دون زواج؟