الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أعراض وآلام لا أعرف سببها ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مجموعة من الأعراض تذهب وتعود والبعض منها مستمر، لا أستمتع معها بحياتي، وهي كالآتي:

-ضغط الدم يرتفع لدي بدون سبب، ويعود إلى وضعه الطبيعي، يرتفع باليوم مرة واحدة وقت الليل.

-لدي صفير بالأذن اليسرى مستمر معي، وكشفت عند اختصاصي الأذن، وقال: لا يوجد شيء فأذنك سليمة.

-تأتيني دوخة في وضع الجلوس والوقوف حتى إذا ركعت بصلاة وقمت أحس بثقل برأسي ودوخة.

-أنا متزوج -ولله الحمد- ولكن عند ممارسة الجماع مع زوجتي يأتيني صداع شديد، وأنا لم أنته بعد من الجماع، وبعد الانتهاء بخمس دقائق يخف ويذهب، وصرت أخاف من الجماع بسبب الصداع وخوفاً من ارتفاع الضغط.

- عند النوم وبعد ما أنام أصحى فجأة مقطوع النفس، وآخذ ثواني وأنا مستيقظ أبحث عن النفس.

علماً أن عندي حموضة وحرقاناً بعد الأكل، وعدم ارتياح بعد الأكل، وتسارع بضربات القلب، كما أن لدي نقصاً في فتامين دال وكانت نسبته 14 ، حتى وزني كان 85 والآن 59 لا أعرف سبب نقصه، وعملت تحليل فقر دم، وكان طبيعياً.

علماً بأني مدخن، وأرجو من الله ثم منكم تشخيص حالتي، فأنا متخوف جدًا من الأعراض التي ذكرتها.

لكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك مجموعة من الأعراض ذكرتها بصورة واضحة وجليّة، والذي أنصحك به حقيقة هو: يجب أن نتثبت من حالتك العضوية بصورة أفضل.

أنت ذهبت وأجريت بعض الفحوصات الخاصة بتحليل فقر الدم وفيتامين (د) وهذا جيد حقيقة، لكن أعتقد أنه من المفترض أن تُجري فحوصات أخرى، تتأكد مثلاً من نسبة الدهون، هرمون الغدة الدرقية، مستوى هرمون الكورتيزون صباحًا ومساءً، لأن التذبذب في ضغط الدم قد يكون مرتبطًا بهذا الأمر.

أخي: يجب أن تكمل الفحوصات، القيام بتخطيط للقلب أيضًا أعتبره مهمًّا، ووظائف الكبد ووظائف الكلى، لابد أن تكون هنالك قاعدة طبية سليمة، وإن شاء الله تعالى، هذه الفحوصات كلها تُشير إلى أن صحتك الجسدية ممتازة، وهذا سوف يجعلنا نتعامل مع الجانب النفسي والذي لا أنكر وجوده، حيث إن هنالك بعض الأعراض التي تشير إلى وجود شيء من القلق النفسي.

بالنسبة لضغط الدم أيضًا له قواعد يجب أن يتم قياسه وأنت جالسًا وأنت مستلقيًا وأنت واقفًا وفي اليد اليمنى وفي اليد اليسرى، هذا يُسجل ويراقب لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، بعد ذلك يستطيع الطبيب أن يقرر هل أنت تعاني من ضغط الدم أم هي مجرد قابلية أو ارتفاع في بداياته؟ هذه هي الطريقة الصحيحة والأفضل.

قطعًا التدخين يجب أن تحد منه بل تتوقف منه نهائيًا، وهذا ليس صعبًا.

موضوع فقدان الوزن: حقيقة يجعلني أحتم مرة أخرى على إجراء الفحوصات، خاصة أن زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية من الأسباب البسيطة، لكنها هامة، والتي تؤدي إلى فقدان الوزن.

موضوع الصداع الذي يأتيك عند الجماع: هذه ظاهرة معروفة، تنتج من توسع وانقباض شرايين الرأس، وهي مطابقة أو موازية لما يحدث في الصداع النصفي أو الشقيقة، وأسبابها وتفسيراتها غير واضحة، لكنها ليست حالة خطيرة.

بعد أن تتأكد من وضعك الصحي الجسدي أعتقد أنه سيكون من الأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، والمحسنة للمزاج، وهذه قد لا تتطلب الذهاب إلى طبيب نفسي، لأن معظم أطباء الأسرة وأطباء الباطنية المتميزين يعرفون هذه الأدوية ونفعها.

من المهم جدًّا أن تمارس الرياضة وتمارسيها بانتظام، وأن تدير وقتك بصورة جيدة، كما أن العمل ضروري جدًّا، العمل يصرف انتباه الإنسان عن الأعراض النفسوجسدية، كما أنه يُجدد الطاقات ويحسن المهارات، وذلك بجانب منافعه المالية والاجتماعية، فهو ضروري ومهم، وأصبح الآن علم العلاج بالعمل من العلوم النفسية الاجتماعية المهمة والمحترمة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً