الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني فجأة اكتئاب وإحساس بالموت، ما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم
بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله لكم التوفيق.

حالتي باختصار: قبل 5 أيام، وفجأة أحسست باكتئاب، وإحساس بأنني سأموت، وخوف من النوم وحدي، وحصل لدي استفراغ - أجلكم الله- لم أستطع النوم، واستمرت هذه الحالة معي مع ازدياد الاكتئاب وغثيان يصاحبه قيء.

سمعت أن لقرحة المعدة تأثيراً مشابهاً، راجعت أحد المستشفيات وصرفوا لي 3 أدوية:
-Dompy
-Rabezole
Cipralex 10mg
ولم يحددوا لي المشكلة.

في اليوم التالي ذهبت لطبيب اختصاصي، وعمل لي أشعة بالسونار، وتحليل دم وبراز- أجلكم الله- وقال: ليس لديك قرحة، وإنما التهابات في المعدة والقولون.

طلب مني الاستمرار بنفس العلاج مع زيادة جرعة Rabezole من 20mg إلى 40mg واستبدال Cipralex بدواء آخر، وهو Dogmatil 50mg بواقع جرعتين في اليوم لمدة أسبوع.

أنا محتار، هل أستبدل ( السبراليكس) ب (الدوجماتيل) أم لا؟!

أرجوكم سرعة الرد، فأنا أعاني من الاكتئاب، ولا أستطيع النوم إلا ساعات معدودة.

ملاحظة: قبل حالة الاكتئاب بأسبوع كنت مصاباً بالتهاب في الجهاز التنفسي العلوي، واستخدمت مضاداً حيوياً ( اوجمنتين 1جرام) +( بيوتالين 4 ملغم) +( زيترون 250 ملغم، تم استبداله بأوجمنتين ) ولمدة أسبوع، وبعد التوقف عن هذا الدواء بيومين جاءتني حالة الاكتئاب والغثيان، وعدم الرغبة بالأكل، واضطراب النوم.

هل لهذه الأدوية تأثير على ما حصل لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الكثير من الناس يُصاب بحالة مزاجية سلبية، بعد العلاج من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، أو حتى نزلات البرد العادية، وهذا يسمى بـ (اكتئاب ما بعد الالتهابات) وغالبًا يكون عسرًا مزاجيًا، غير مطبقٍ وغير شديد، لكن العين المدققة تستطيع أن تعرف أن هذا الشخص بالفعل يعاني من عسر مزاجي، والأدوية التي تناولتها لا أعتقد أنها مسبب لذلك، إنما طبيعة هذه الالتهابات في الأصل قد تؤدي إلى اكتئاب بسيط، كما ذكرتُ لك، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: اضطرابات الجهاز الهضمي كثيرًا ما تكون نفسوجسدية، ونقصد بذلك أن التوترات والقلق تلعب دورًا كبيرًا جدًّا في الالتهابات أو تهيج المعدة، وكذلك القولون، وكلمة القولون العصبي شائعة جدًّا أيضًا بين الناس، ويُقصد بها (القولون العُصابي) يعني التوتري أو القلقي، ونقصد بذلك أن القلق والتوتر وكذلك الاكتئاب ربما يكون ذلك لعب دورًا في هذه الحالة.

أيهَا الفاضل الكريم: أنا أقدر مستوى قلقك واضطراب النوم لديك، وحتى عسر المزاج لا بد أن نعطيه اعتبارًا كبيرًا، وأنا بصفة عامة أقول: هذه الحالة نعتبرها ظواهر نفسية وليست أمراضًا نفسية، وسوف تختفي - إن شاء الله تعالى – بالتدريج.

الطبيب الذي وصف لك السبرالكس أعتقد أنه مُحقّ، وكذلك الطبيب الذي وصف لك الدوجماتيل أيضًا محقّ، لأن السبرالكس فعلاً محسن للمزاج، وكذلك الدوجماتيل يعرف عنه أنه يزيل القلق والتوترات خاصة المرتبطة بالجهاز الهضمي.

الذي أود أن أنصحك به هو بالفعل أن تستمر على الدوجماتيل بواقع خمسين مليجرامًا صباحًا ومثلها مساءً، لكن ليس لمدة أسبوع، إنما لمدة شهر – هذا أفضل – بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدوجماتيل.

أما السبرالكس فأريدك أن ترجع لتناوله لكن بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة - أي عشرة مليجرام – تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وهذه أقل مدة يمكن أن يستفيد منها الإنسان في هذا الدواء، بعد انقضاء الثلاثة أشهر خفض الجرعة واجعلها خمسة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين.

هذه هي الطريقة الصحيحة والسليمة للتعامل مع هذه الأدوية، وإن شاء الله تعالى يأتيك منها نفع كبير.

أخِي الكريم: لا تنس ممارسة الرياضة، نحن نعتبرها (حقيقة) أساسًا للصحة النفسية، وقطعًا الصحة الجسدية.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً