الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وقلق من الإصابة بشيء في القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 15 سنة، دائما عندي قلق وخوف بسبب القلب، لدرجة أني أصبحت أشعر بضرباته بطريقة غريبة، وأحيانا أشعر بالوجع، ذهبت لدكتور وقال لي لا يوجد عندك أي مشاكل، وطلب مني رسم قلب، ولكني ترددت ولم أفعله مع الأسف، فماذا أفعل لأني قلق جدا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى السؤال.

إن ما وصفت هي حالة من الخوف أو الارتباك أو ما يمكن أن نسميه "نوبات الذعر" أو الهلع، وهي مشكلة نفسية معروفة جدا، ولها توصيف واضح، وتشخيص دقيق، وعلاج مفصّل.

والعادة أن تأتي نوبة الذعر ومن دون مقدمات؛ حيث يتسارع القلب، ويشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب، وربما التعرق وجفاف الشفاه والفم، والشعور وكأن الشخص سيغمى عليه، وقد يهرع الشخص إلى قسم الطوارئ، إلا أن العادة أن تكون نتائج كل الفحوص والاختبارات طبيعية من تخطيط القلب وغيره، وبعد دقائق يهدأ الشخص، ويعود لحالته العادية والطبيعية.

والغالب أن تأتي هذه النوبة والشخص في مكان ضيق أو مغلق أو في وضعية قريبة من الناس الآخرين.

والغالب أن لا يعرف الشخص لماذا حصلت هذه النوبة، ومن ثم يبدأ الشخص بتجنب الأماكن التي تحدث فيها مثل هذه النوبات، إلا أن هذا لا يساعد على ذهاب هذه الحالة، بل على العكس تماما.

ويمكن علاج هذه الحالة بعدة طرق كالعلاج النفسي عن طريق الكلام، وهناك الأدوية المختلفة لعلاج مثل هذه الحالات، ولكن لابد من ثلاثة أمور:

أولا: لابد من الاستمرار في تناول هذه الأدوية، فهي ليست من الأدوية التي نأخذها يوما ونتركها يوما آخر.

وثانيا: لابد من مرافقة العلاج الدوائي بالعلاج النفسي، والذي يأخذ عادة شكل العلاج المعرفي السلوكي، وهو بكل بساطة محاولة عدم تجنب الأماكن والأوضاع التي تسبب عادة هذا الارتباك.

وثالثا: لابد من مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من دقة التشخيص والعلاج، ومن ثم الإشراف على العلاج الدوائي، وتقديم العلاج النفسي.

ويمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي، وهناك عدد جيد من هذه الأدوية، ومنها دواء "باروكستين" وهو في جرعة 20 ملغ، وإن كان عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريبا، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء، وننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج الطبيب من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج، وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب، ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر كثيراً.

وهناك أيضا دواء الإنديرال وخاصة للتخفيف من الأعراض الجسدية الفيزيولوجية كالارتعاش والتعرق وغيرها، الأمر الذي يمكن أن يشجعك على الاقتراب من الناس وعدم الرهبة منهم.

وعلى كل فإني أنصحك بإجراء تخطيط القلب الذي نصح به الطبيب، والغالب أن النتيجة ستكون طبيعية؛ لأن غالبية هذه الحالات من نوبات الذعر لا تترافق بأي اضطراب عضوي قلبي أو غيره.

عافاك الله وشفاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً