الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بأنني على وشك الموت مع الشعور بألم في القلب وارتفاع في الحرارة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا ولد عمري 16سنة، أعاني في الفترة الأخيرة من أمراض مجهولة، أحس وكأنني أوشك على الموت, وأن نفسي ضاقت، وأحس بخوف شديد وكأن الروح تخرج من جسدي، وأن استنشاقي للهواء فيه سخونة, وأيضا أشعر بألم في القلب والصدر، وعرق ينبض في بطني, وفي هذه الأيام بالذات في رمضان بعد الإفطار أحس بارتفاع في درجة حرارة جسمي.

أتمنى جوابا، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

من الواضح أنك تعاني من حالة نفسية معروفة نسميها "رهاب المرض" عندما ينشغل ذهن الإنسان بصحته، معتقدا بأن لديه مرضا ما، ويفكر ببعض الأعراض التي يشعر بها كالحرقة وصعوبات التنفس، ونبضات القلب وغيرها، وإن الأطباء إما أنهم يعلمون بوجود مرض عنده إلا أنهم لا يخبروه بهذا صراحة، أو أنهم لا يعرفون؛ لأنهم لم يكتشفوا بعد هذا المرض.

وقد يعتقد الشخص بأنه يحتاج للمزيد من الاختبارات والفحوص الطبية، والمزيد من آراء الأطباء المختلفين، من أجل أن يصل للتشخيص الذي كان يخافه كل هذا الوقت.

وفي كثير من الأحيان تترافق هذه الحالة بما وصفت من أعراض، والتي تصل بعد حين لحالة من الانشغال الدائم بالمرض والأعراض والموت.

وقد يبدأ الشخص بالخوف من كل ما له علاقة بالمرض، وحتى الأمور التي يمكن أن تذكر بالموت.

وبصراحة في كثير من الحالات مهما قمنا بالمزيد من الفحوصات والاختبارات، ومهما تعددت آراء الأطباء بالتخصصات المختلفة، فكل هذا قد لا يُذهب عن ذهن هذا الشخص فكرة المرض والموت والانشغال ببعض الأعراض؛ فإذا به ومن جديد، يبدأ بسلسلة جديدة من الأطباء والاختبارات، سواء في نفس البلد، أو حتى السفر لبلاد أخرى من أجل الوصول إلى جذور المرض، ومعرفة هذا التشخيص!

وصحيح أن هذا لم يحدث عندك ولهذه الدرجة، ولكن أذكره للتعلم من تجارب الآخرين، وكي لا يتكرر الأمر بهذا الشكل المتعب.

لا أظن أن هناك حاجة في هذا الوقت لمراجعة الطبيب النفسي، ولكن إن استمرت عندك الأعراض وانشغال البال، وبدأ هذا يؤثر على نشاطك اليومي، فأنصحك أولا: بزيارة طبيب عام ليتأكد من عدم وجود ما يقلق، وإذا كانت النتائج سلبية، وهذا هو المتوقع، واستمر انشغالك بالأمر؛ فأنصحك عندها بمراجعة طبيب نفسي في المدينة التي تعيشي فيها، وسيقوم هذا الطبيب بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة والتي لم تخبرينا عنها كنمط الحياة، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية.. ومن ثم يمكن لهذا الطبيب النفسي أن يقوم بعد التشخيص بالعلاج المطلوب.

وفقك الله، وكتب لك الصحة والعافية، وتقبل منا جميعا الصيام والقيام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً