الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاشت قصة حب مع شخص أكبر منها .. فبما تنصحون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 22 سنة، عشت قصة حب مع شخص أكبر مني بـأربع سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاشقة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وحُق لك أن تبكي لأنك غافلة عن الله تبارك وتعالى وعاصية له سبحانه، والبكاء من خشية الله منزلة رفيعة، وحُق لك أن تبكي لأن هذه أوهام، ولأن الطريق الذي تسيرين فيه طريق لا يُرضي الله تبارك وتعالى، فابتعدي عن هذا الشاب، وعودي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أنك دُرَّة غالية، وأن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وأن هذا القلب ينبغي أن يعمر بالتوحيد وبالمراقبة، فلا تعطي هذا القلب لأحد قبل الزواج لأنه غال، ولا تقبلي إلا بعلاقة بمن يأتي من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ويطلب يدك بطريقة رسمية، شريطة أن يكون صاحب دين وخلق، وأشركي في هذه الأمور أهلك.

واعلمي أن هناك من يكذب على الفتيات البريئات الصالحات من أمثالك، فلا تنخدعي مع هذه الموجات الجارفة من العواطف المنحرفة الكذابة، وعودي إلى الله تبارك وتعالى، وعمّري قلبك بحب الله، فإن حب الله تبارك وتعالى هو القاعدة التي يقوم عليها الحب الصحيح، فالمؤمنة تحب الله، وتحب الرسول –صلى الله عليه وسلم– ولا تمنح هذا القلب إلا فيما يُحبه الله تبارك وتعالى، ومما يُحبه الله الذي يطرق الباب ويأتي بطريقة شرعية ليكوّن علاقة على كتاب الله وعلى سنة النبي –عليه صلاة الله وسلامه-.

ونعتقد أن البكاء اليوم الذي يحملك على التوقف، يحملك على الندم، يحملك على التوبة، هو مطلب شرعي، بل هو أمر تؤجرين عليه، والإنسان بحاجة فعلاً إلى أن يعبر عن هذه المشاعر المكبوتة، والحمد لله الذي جعلك تنتبهي لخطورة ما يحصل، ولا خير في إنسان يريد أن يتخفى، وإذا كان فيه خير فعليه أن يأتي إلى داركم من الباب –كما قلنا– ويطلب يدك بطريقة رسمية.

أما أن تستمري مع أمثال هؤلاء الذئاب بكلام معسول له أول وليس له آخر، فإن هذا نوع من الجري وراء السراب، وبكاء اليوم مع التوبة خير لك من بكاء طويل غدًا، وخير لك من مسائلة بين يدي الله تبارك وتعالى، فاتقي الله في نفسك، وعودي إلى الصواب.

ونشكر لك حقيقة هذا التواصل مع الموقع، ونبين لك أن السير في هذا النفق المظلم عواقبه وخيمة، وأن الخروج منه في البدايات أسهل، لأن المسألة تتمكن أكثر وأكثر، وعندها سيحصل الندم ولات ساعة مندم.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونتمنى في مرات قادمة أن يكون هناك توضيحًا أكثر، وبياناً أكثر للاستشارة، حتى نتحاور معك عن علم، ونعتقد أننا نستطيع أن نتعاون، وشرف لنا أن نكون في خدمة بناتنا وأبنائنا، فاحفظي أسرارك، واكتمي ما حصل بينك وبين ذلك الشقي، وعودي إلى الصواب، وتوبي إلى التواب سبحانه وتعالى، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً