السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
كنت قد استشرتكم من قبل في الاستشارة رقم (2153136) وأفدتموني بالمفيد، جزاكم الله عليه خيرا، ولكني طرأت علي تساؤلات وأشياء تشوش علي فكري، وكلها تحوم في الاتزان والتوسط في العديد من الأمور.
فمثلا: الحمد لله أنا متفوق دراسيا، وعلى خلق حميد مع الجميع، وأعتني بمظهري دائما، ولكن أجد نفسي في مشكلة: إذ أنني لا أرغب في العلاقات العاطفية، ولا التعامل غير المبرر مع الفتيات، وهذه العوامل تسبب لي ما أتحاشاه من مراقبة الفتيات، ورغبتهن في التعامل معي، وحتى الرغبة في علاقة عاطفية، وحين أحاول صد الأمر بطريقة لطيفة أشعر بسوء بعد ذلك؛ لأنني ألاحظ علامات الغضب وعدم الرضا، وأشعر بأن هذا تعنت مني يصوّر صورة سيئة عن الإسلام.
وبعد ذلك أجد صعوبة في التعامل مع الفتيات حين تلزمنا الأمور؛ إذ يؤخذ الأمر بصورة شخصية، وتعرفون التعليم الجامعي المختلط يجبرك على التعامل مع الفتيات، من إجراء بحوث وغيرها من الأنشطة.
قال لي أحد أصدقائي: إنه إذا لم تكن ترغب بالتعامل مع الفتيات والعلاقات العاطفية، فلماذا تتفوق دراسيا، وتتعامل مع الناس بأريحية؟! ويلاحظ أصدقائي أن الفتيات حين يمررن بنا يبدأن بالإشارة إلي، وإن مررت بإحداهن وقد كانت تتعامل مع أحد أصدقائي بصورة ما، يختلف تعاملها بعدها حين تدرك وجودي.
وقال صديقي: إنه إذا لم تكن تصرفاتي كما أفعل، فلن تكون لدي مشكلة؛ إذ أنني كالفخ أظهر بضاعتي ثم لا أتعامل وفق رغباتهم وما يأملونه.
ذكرت في الاستشارة السابقة: أنني أعجبت بإحدى الفتيات، وكتمت الأمر في نفسي، ولم أحاول التقرب منها ولا غيره، ولكن أحد أصدقائي أدرك الأمر، ورأى كأنني خجل منها -وهذا أيضا مما يلبس الأمور علي، إذ إنني فعلا لدي خجل بسيط من التعامل مع الفتيات- فقام صديقي هذا بإحضار الفتاة وقال: هذه فلانة بنت فلان، ولأنني غضبت من صديقي تلك اللحظة أجبت بجفاء شديد: أعرف حتى دون النظر للفتاة، ولاحظت أنها استاءت وذهبت، ووقعت أنا مجددا في سؤالي: هل ما فعلته الآن وسطية؟
أحس أنني أطارد سرابا برغبتي في تصوير الوسطية، إذ إن الصورة التي يتداولها الناس شيئان: إما ملتزم غامق الملابس والفهم، متدني دراسيا، ووحش مرعب للفتيات، أو المتفوق المتعاون مع الجميع، والذي يتساهل في أمور الدين و"لايعقدها" على قول الشباب.
أتعامل مع الشباب أيضا في المباحات بأنواعها، ولكن حين يبدؤون في الخروج عن المباحات وأحاول الاعتذار عن الخوض معهم تبدأ عبارات السخرية: الشيخ لا يعجبه الكلام، وغيرها من العبارات، ليس فقط في الجامعة بل حتى في الحي، والمناسبات، أحس بفرق تعامل الناس معي.
فمثلا: حين لا أتوسع في التعامل مع الفتيات من قريباتي، وتلاحظن ذلك، تقول لهن والدتي: تعرفون الملتزمين، وحتى إحدى قريباتي حين لاحظت أن تعاملي معها وحواراتي معها في أمور مشتركة نهتم بها، بدأت تفسره كعلاقة عاطفية، فبدأت أوقف الأمر وأحسست حينها بإحساس سيئ أيضا.
أحس أنني أطارد سرابا فعلا، وأنه أصبح من المستحيل التعامل بالوسط.
أجيبوا على هذه الأسئلة إذا تكرمتم:
1- إذا كان أكثر الناس ضالين فما الفائدة من محاولة تحقيق الوسطية معهم، إذا كانوا لا يرون المتع إلا في الضلالات، وينبذون الالتزام مهما حاول أحد تقديمه بصورة جيدة؟
2- إذا كان التفوق والمظهر الجيد، والتعامل الحسن هو: ما يفتن بعض الفتيات فهل علي إثم فيه؟
3- كيف أصلح مواقفي التي يفهمها الناس بصورة خاطئة عن الالتزام، وموقفي مع الفتاة المذكورة كيف أصلحه إن كان خاطئا؟
4- إعجابي بهذه الفتاة أهو إشارة لي بأن أسعى إليها، وأنها قد تكون زوجة المستقبل، أم أنني يجب ألا أهتم وأنساها فقط؟
أنا فعلا حائر في هذا الأمر، وهذه الأسئلة، ومعذرة على هذه الرسالة الثانية فلا أعرف غيركم قد يجيب على تساؤلاتي.