السؤال
أنا فتاة عمري 17 سنة، كانت حياتي طبيعية، حتى تعرفت على شاب يدرس معي خلال العطلة الصيفية، فتغيرت حياتي بشكل مفاجىء.
أصبحت تراودني أحلام عجيبة، وأصبح كل حديثي عن الشباب، أنا قلقة كل الوقت، أتمنى أن تعطوني نصيحة جزاكم الله خيرا.
أنا فتاة عمري 17 سنة، كانت حياتي طبيعية، حتى تعرفت على شاب يدرس معي خلال العطلة الصيفية، فتغيرت حياتي بشكل مفاجىء.
أصبحت تراودني أحلام عجيبة، وأصبح كل حديثي عن الشباب، أنا قلقة كل الوقت، أتمنى أن تعطوني نصيحة جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا- في الموقع، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يردك إلى الحق والصواب وإلى ما كنت عليه من الخير، وعليك أن تصادقي الفتيات الصالحات، وتبتعدي عن الشباب، فإن الدين يُباعد بين النساء والرجال حتى في صفوف الصلاة، فيجعل أفضل صفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، وأفضل صفوف الرجال أولها أيضًا لبُعدها عن صفوف النساء، هذا إذا كان في دور العبادة والطاعة والمساجد، فكيف بغيرها؟
ولذلك أرجو أن تحرصي على البُعد عن مواطن الشباب، هذا الشاب وغيره من الشُّبان، ونؤكد لك أن هذا الميل طبيعي، ولذلك الشريعة أمرت بالمباعدة بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، وهذا ما شعر به وما يعرفه المسلم والكافر، وكذلك الغرب الآن؛ خوفًا على مستقبلهم العلمي، وحياتهم ونسيجهم الاجتماعي المهترئ أصلاً، والمتفكك أصلاً، يحاولون الآن إنشاء جامعات للفتيات لا مكان فيها للفتيان، أو جامعات للفتيان لا مكان فيها للفتيات، وهذا ما جاء به الشرع الحنيف الذي يُباعد –كما قلنا– بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، وإذا دخلت الفتاة مع الشباب في الدراسة فمن الطبيعي أن تحصل مثل هذه الانحرافات؛ لأن الدين يمنع هذه المسألة ولا يرضى وجود البنات مع الرجال.
ولا نعرف أيضًا في ديننا ما يسمى بصداقة الفتاة مع الأولاد الذكور، بل ينبغي أن يكون لها صديقات، فالإسلام لا يعترف بزمالة ولا بصداقة بين الجنسين إلا في إطار المحرمية، أو في إطار الحياة الزوجية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك فعلاً هذا الشعور الحي الذي دفعك للتوقف، وإذا كان هذا الشاب فيه خير ويرغب في الارتباط الفعلي، فعليه أن يطرق باب أهلك ويطلب يدك بطريقة رسمية، وعند ذلك تُعلن هذه الخطبة، وهي أيضًا فرصة لمزيد من التعارف، لكنها أيضًا لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام.
فإذا كان الشاب مناسبًا في دينه وخلقه، ووجدت في نفسك ميلاً إليه فندعوك إلى أن تُخبريه عن أهلك، إذا أرادك بالحلال، وإلا فعليه أن يبتعد، إذا أرادك على كتاب الله وعلى سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وإلا فلا مكان لعلاقة لا تتقيد بضوابط وأحكام هذا الشرع الحنيف.
وأيضًا نريد أن نقول: هذه العلاقة التي بدأت بهذه الطريقة لابد أن تُحكم بضوابط الشرع؛ لأن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، هذه بداية وبدأت تشعرين بآثارها وأخطارها، فلها أخطار على دراستك، ولها أخطار على مستقبلك، لها أخطار على عبادتك لله تبارك وتعالى، إلا إذا تحولت إلى علاقة شرعية معلنة، فعند ذلك هذا ما يسعى إليه الشباب والفتيات.
وشرط هذه العلاقة أن تبدأ أولاً: بأن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، ويؤسس علاقة شرعية، أما في الخفاء فلا يجوز الاستمرار ولا ليوم واحد، ولا لثانية واحدة، بل ينبغي أن تستغفروا مما حصل؛ لأن هذا التعارف ينبغي أن يكون بحضور من الأهل ومعرفة منهم وموافقة من الجميع وتلاق، وأن تكون العلاقة فعلاً الهدف منها هو الزواج، ليس غير الزواج، وبالتالي أرجو أن تحتكمي للشرع، ففيه الحماية لك أولاً، وفيه الصيانة لك كذلك كفتاة، وأنت الخاسر الأكبر في حال الاستمرار في العلاقة في الخفاء وبهذه الطريقة، ودون قواعد أو ضوابط شرعية، أو قواعد مرعية.
نسأل الله أن يحفظ شبابنا والفتيات، ومرة أخرى: نشكر لك هذه المشاعر النبيلة والروح الحية، والنفس اللوامة التي دفعتك للإحساس بالخطر، والتوجه إلينا بالسؤال، ولأنك مثل البنت ومثل الأخت بالنسبة لنا نحن لا نرضى لك أن تستمري في هذه العلاقة التي لا تُرضي الله تبارك وتعالى، فليس أمامك إلا التوقف أو تصحيح العلاقة بأن تُوضع في إطارها ووضعها الشرعي وفق الضوابط الشرعية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
والله الموفق.
أردت أن أشكركم من كل قلبي لأنكم تقومون بخدمة جليلة ونبيلة و و الله اني لأدعو لكم بالسدادا و الاخلاص و أن ينير الله حياتكم و آخرتكم كما تنيرون درب الشباب الحائر. جزاكم الله خيرا