الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا طالب جامعي وأعاني من شرودٍ ذهني ومزاجٍ متقلب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة الجميلة المتميزة.

أولا: أنا طالب جامعي في إحدى كليات الهندسة بالقاهرة، وكنت في أول دراستي بالكلية أحصل على تقديرات، أما الآن فأنجح فقط، ولا أريد أن أذاكر، وإن نويت المذاكرة يشرد ذهني، إذا أردت أن أجتهد وأصل لهدف ما في دراستي أو اجتهاد شخصي في تعلم برامج لا أواظب وأصاب بالإحباط، ولا أكمل.

أشرد بذهني كثيرا وبطريقة بشعة، وأحس بتشويش في عقلي، ولا أعرف أين أنا؟ وفيم أفكر؟ وعدم تركيز، وتثاؤب كثير جدا، ودموع أيضا، وعندما أحضر المحاضرات أتثاءب كثيراً بمعدل مرتين كل 5 دقائق، وأحس بصوت في الفك من كثرة التثاؤب أيضا، وأحس بعدم التركيز.

وبالنسبة للطاعة: فعندي صدود عن الصلاة بطريقة كبيرة، وأحزن جدا بسبب عدم أدائي للصلاة، وانكبابي على الشهوات -العادة السرية-. وسبب حزني دائما أنني أريد أن أكون ملتزما، وأحس أنني أبعد عن طريق الله.

أيضاً: متقلب المزاج دائما، وأحس فجأة أنني متضايق وبدون سبب، وأحس بضيق في الصدر كثيرا، وللعلم أنا حالي ميسور، وأبي وأمي لم أر مثلهم في حياتي من حب وحنان وخوف علي، وللعلم أيضا أنا خاطب وعاقد أيضا، وأهل خطيبتي مثل أهلي تماما، وهذه الأعراض منذ حوالي 3 سنوات، ازدادت بعد خطوبتي.

شكرا لحضراتكم، وأرجو الإجابة الشافية، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق النفسي كثيرًا ما يكون هو السبب الرئيسي في الشعور بالإحباط البسيط، وتقليل الدافعية، والشرود الذهني، وتداخل الأفكار، وعدم المقدرة على التركيز الجيد، والقلق من هذا النوع يكون أيضًا مصحوبًا بدرجة بسيطة من عسر المزاج.

الذي أراه -أيها الفاضل الكريم- أن مشكلتك هي الاستسلام للفكر والمشاعر السلبية، هذا ليس بالصحيح وليس بالجيد، لا بد أن تستبدل مشاعرك وأفكارك بما هو إيجابي، فأنت لديك أشياء جميلة جدًّا في حياتك: الأسرة المحترمة، حب الوالدين الجميل، والذي لا بد أنك تبادلهم هذا الحب، بل أكثر؛ لأن برهما أيضًا يعطيك الشعور بالأمان والطمأنينة، وأنت -إن شاء الله تعالى- مُقدم على الزواج...وباختصار: فأنت تحدثت عن أشياء رائعة في حياتك، لكن لا تستشعر قيمتها الحقيقية.

أيها الفاضل الكريم: هذه الجماليات الموجودة في الحياة لا بد أن تعيشها، ولا بد أن تتأمل فيها، ولا بد أن تذكرها، ولا بد أن تكثر من الحمد والشكر للذي أعطاك إياها، ذو الفضل والنعم، والإحسان والكرم.

وفي ذات الوقت ضع لنفسك ضوابط، لا بد للإنسان أن يكون صارمًا مع نفسه في موضوع الصلاة، يجب أن تُغلق كل الأبواب أمام الشيطان، لا مساومة، لا مجاملة، لا تردد، إنما هو قرار يُتخذ، ويجب أن يكون متخذًا ويداوم الإنسان عليه.

ومن الطرق التي تشجع الإنسان على الصلاة هو أن تعرف أوقات الصلاة، ودائمًا احفظ مواعيد الأذان، وسيأتيك النداء الداخلي حين تكون على هذه السجية وعلى هذه الطريقة، واربط الصلوات بالإنجاز، قل: (أنا سوف أقوم بكذا وكذا بعد الصلاة، وسوف أعمل كذا وكذا قبل الصلاة) اجعلها ركيزة وركائز أساسية لتدير من خلالها وقتك، وسوف تحس بلذتها وجمالها لا شك في ذلك، ويجب أن تريح نفسك بها.

أيها الفاضل الكريم: العادة السرية لا شك أنك تعرف أخطارها وضررها، خاصة أنك مُقدم على الزواج، فكن متساميًا مع نفسك، وكن يدًا عليا، وذلك من خلال أن تُحرر نفسك من هذا الاستعباد، نحن لا نحب لك هذا الأمر أبدًا، خاصة أنك مُقدم على الزواج؛ لأن الخيالات الجنسية المرتبطة بالعادة السرية دائمًا خيالات قبيحة وسلبية وسيئة، وربما تجعلك في مقارنات لا داعي لها حين تدخل على زوجتك، فتوقف عنها أيها الفاضل الكريم.

أنا أود أن أنصحك أيضًا بأن تذهب وتقابل أحد الأخوة الأطباء النفسيين في مصر؛ لأنني أرى أنك محتاج لدواء بسيط يساعدك -إن شاء الله تعالى- على تحسين المزاج وإزالة هذا القلق والتوتر، أي عقار مثل: (مودابكس/سيرترالين) لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر سيكون ممتازًا وفاعلاً.

الرياضة لا بد أن تجد نصيبًا في حياتك، ودائمًا كما ذكرت لك سلفًا: كن متفائلاً إيجابيًا، واسع لحسن إدارة الوقت، وآخر ما أقوله لك: الصلاة، الصلاة، الصلاة، هي حياتك لا تتركها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عبدالرحمن

    السلام عليكم .. جزاك الله خيرا دكتور .. ولكن اقترح على اخي محمد ان يرقي نفسه وعليك بسورة البقرة .. لا أقصد اخافتك .. ولكن العين والحسد موجود ومنتشر خصوصا اذا كان الشخص بعيد من الله ..استخر الله وتوكل عليه .. اسأل الله العظيم ان يشفيك

  • ليبيا عناد

    توكل علي الحي الذي لا يموت انت مسلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً