الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي وأريد وصفة كاملة لدواء الزيروكسات.

السؤال

السلام عليم ورحمة الله وبركاته

نشكركم على الجهد الذي تقدمونه من أجل خدمة الناس.

قد قرأت كثيرا من الاستشارات الطبية التي في حالتي ذاتها، ورأيت أنكم تصفون لهم دواء الزيروكسات لما يسمى الرهاب الاجتماعي.

إنني مصاب بهذا المرض شفاكم الله من كل مرض، وحالتي هي الخوف الشديد من الحديث أمام الناس، وقد يؤدي بي الأمر إلى عدم استطاعة الكلام وهذا عندما يكون عدد الجمهور كبيرا، أو لم يسبق لي تجربة هذا الموقف، ولكن عندما أكون مع الصحب مجموعة بسيطة أستطيع الكلام وبحرية وبطلاقة، ولكن أمام الجمهور هي المشكلة، تزيد ضربات القلب بشكل كبير، وتنتج رعشة في الجسم.

استطعت التغلب على بعض المواقف، ولكن رجعت لي نفس الحالة وبشكل أكبر من ذي قبل.

السؤال الآن: كم الفترة التي تنصحونني باستعمال هذا الدواء فيها، وكم الجرعة التي أبدأ بها، وهل هناك علاج سلوكي أو معرفي تنصحوني به؟

مع العلم أنني أقوم بموجهة هذه المواقف بشكل مستمر، وأحاول التغلب عليها، ولكن أريد شيئا يساعدني.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تصفحك لاستشارات إسلام ويب واستفادتك منها.

نحن دائمًا نحرص حرصًا شديدًا ألا يشخص الناس حالاتهم بأنفسهم خاصة إذا اطلعوا على حالات يعاني منها إخوة آخرون، ورأوا أن هنالك تطابقا في الأعراض، هذا قد لا يكون أمرًا جيدًا؛ لأن الإنسان مثلاً: إذا كان لديه قلق بسيط قد يتضخم ويتجسم حين يطلع على رسالة لشخص آخر لديه بالفعل أعراض شديدة، وهنا يحدث نوع من التماثل أو التماهي الذي يقوي الأعراض عند الإنسان.

هذه المعلومة مهمة جدًّا، وفي حالتك أيها -الفاضل الكريم- إن كان بالفعل لديك رهاب اجتماعي -وأنا مقتنع بما ذكرته قطعًا ومصداقيتك واضحة جدًّا- لكن أريد أن تعتبر هذه الحالة حالة بسيطة، لا أعتقد أنك في حاجة للزيروكسات في هذه المرحلة، أنا أعتقد أنك يمكن أن تتناول عقار إندرال والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول) تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء له ميزة ممتازة جدًّا لعلاج الخوف الاجتماعي الظرفي، أي الذي يكون دائمًا عند المواجهات؛ لأن هذا الدواء يتميز بأنه يتحكم في إفراز مادة الأدرينالين والتي يزداد إفرازها عند المواجهات، مما يجعل الإنسان يحس بشيء من الخوف وتسارع في ضربات القلب وشيء من هذا القبيل، فابدأ هذه البداية.

هناك أمر بسيط أود أن أنبه له، وهو أن الإندرال لا يُسمح باستعماله في حالات وجود الربو.

العلاجات السلوكية معروفة جدًّا، والمهم هو التطبيق، وأهم علاج سلوكي هو: أن تقتنع بأنك لست أقل من الآخرين، لذا لماذا تخاف؟ والأمر الثاني هو: أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وأن ما تستشعره من تسارع في ضربات القلب، أو شعور بالرعشة أو التلعثم، أو شيء من هذا القبيل، هذا لا يشعر به من هم حولك أبدًا، أنا أؤكد لك ذلك.

مشاعرك مشاعر خاصة بك، داخلية، وأدائك أفضل مما تتصور، يعني أن الأعراض التي تظهر عليك هي أعراض مبالغ فيها، فأرجو أن تطمئن وتأخذ بهذه النقطة.

النقطة الأخرى وهي نقطة مهمة جدًّا: أنا دائمًا أحب من الشباب أن يطبقوا بعض التطبيقات العملية المتاحة في مجتمعاتنا وفي بيئتنا: ممارسة الرياضة مع مجموعة من الشباب الصالحين، هذه تعطيك دفعة نفسية عظيمة، المشاركة في المناسبات الاجتماعية، الأفراح، الأتراح، المشي في الجنائز، الصلاة عليها، الانخراط في العمل الاجتماعي، مساعدة الضعفاء، حضور حلقات القرآن، ويأتي على رأس الأمر الصلاة مع الجماعة في المسجد، لا أرى علاجًا جمعيًا اجتماعيًا أفضل من ذلك أيها الفاضل الكريم.

إذًا حقيقة نحن أمامنا خيارات عظيمة سلوكية، وفيها خير كثير، خيرا الدنيا والآخرة، فأرجو أن يكون هذا هو منهجك السلوكي الذي تتبعه.

النقطة الأخرى هي: ممارسة تمارين الاسترخاء، ذات قيمة عظيمة، وفاعلة، وممتازة، ارجع لاستشارة بموقعنا التي هي تحت رقم (2136015) وسوف تجد فيها إرشادات وتوجيهات -إن شاء الله تعالى- تنتفع بها، فقط عليك أن تحرص على تطبيقها بدقة.

أرجعُ مرة أخرى لموضوع الزيروكسات: أنا حقيقة لا أرى أنك محتاج إليه، لكن لا قدر الله إذا لم تتحسن أحوالك تناول الزيروكسات، لا مانع أبدًا، أنت تحتاج لجرعة بسيطة، وهي عشرة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا- تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء دواء سليم، فاعل، والجرعة التي وصفناها هي قطعًا جرعة صغيرة جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- لن تحدث لك أي آثار جانبية في حالة احتياجك لهذا الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً