الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب والخوف والحركات اللاإرادية، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد نصحكم وتوجيهكم في مسألتي، فأنا منذ سنين أعاني من الرهاب الاجتماعي، والخوف والقلق النفسي، والحركات اللاإرادية.

ذهبت للطبيب فوصف لي الديروكسات 20 ملغ، وقال لي: إن تلك الحركات اللاإرادية سببها هو القلق، وبعد تناول الدواء أحسست بتحسن كبير، ولكني توقفت عدة مرات عن تناول الدواء لظروف مادية، ففي المرة الأولى استخدمته 3 أشهر بمقدار حبة واحدة، وفي المرة الثانية 6 أشهر، ثم في الثالثة سنة، وفي كل مرة كانت تعود لي نفس الأعراض بعد الانقطاع.

ولكن المشكلة: في المرة الأخيرة بعد التوقف عن الدواء عادت لي الأعراض السابقة بشكل حاد وكبير، وأصبحت أحس باكتئاب وملل وضيق وخوف غريب في صدري بدون سبب، بعد هذا قررت أن أعود للزيروكسات مجددا، وأنا الآن أتناوله منذ 20 يوما، ولكني لا أحس بتحسن كبير سوى 20 في المئة.

أريد أن أعرف: هل بعد الانتكاسة يستغرق الدواء وقتا أطول حتى يعطي مفعوله؟ وهل التوقف المتكرر عن الدواء ثم العودة إليه تؤثر على مفعوله؟ خاصة أني في المرة الأخيرة لتناوله أحسست بتناقص مفعوله فهل هذا صحيح؟ وماذا أفعل الآن: هل أستمر عليه؟ وما هي الجرعة القصوى التي أحتاجها في هذه المرحلة؟

للعلم: أنا أتناول كذلك دواء سولبيدال 50 ملغ بمقدار حبتين في اليوم؛ لأني أشعر أنه يخفف عني الحركات اللاإرادية، فهل هناك مانع من الاستمرار عليه إلى جانب الزيروكسات، أم أقوم باستبداله بأدوية أخرى مضادة للقلق؟ وما هي الأدوية المناسبة الموجودة في المغرب للتخلص من الحركات اللاإرادية؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yassine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المبدأ العام في تناول الدواء هو أن يستمر الإنسان بصورة منتظمة جدّا على الدواء، وأن يتناول الجرعة كما وصفت، وللمدة المطلوبة، لكن قطعًا للناس ظروفها، وفي بعض الأحيان قد يحدث عدم انتظام في تناول الدواء.

أنت الآن بدأت مرحلة جديدة لتناول العلاج، وتقريبًا نسبة التحسن لازالت متواضعة، وهذا يجب ألا يكون مزعجًا بالنسبة لك، المهم أن هنالك تحسنا، وبناء التحسن التدريجي أيضًا هو أمر طيب ومرغوب؛ لأن التحسن المتدرج غالبًا يكون أكثر استمرارية.

تناول الدواء بصورة متقطعة قطعًا له أثر سلبي؛ لأن الموصلات العصبية قد يحدث فيها ما يُعرف بالإطاقة أو التحمل، ويسمى باللغة الإنجليزية (kindling) وهي ظاهرة فسيولوجية بالفعل في مجملها تُشير إلى أن بعض الأدوية ولأسباب ما قد تقل فعاليتها إذا لم يكن الإنسان منتظمًا في تناولها، لكن من خلال الدفع الدوائي الصحيح - أي أن تلتزم في هذه المرة وتستمر لفترة أطول - أعتقد أنك سوف تحصل على نتائج إيجابية وممتازة.

ليس هنالك أي داعٍ لتصل للجرعة القصوى للدواء أبدًا، أنا أعتقد أربعين مليجرامًا يوميًا قد تكون هي الجرعة المطلوبة في حالتك، ولمدة ثلاثة أشهر فقط، بعدها تخفض الجرعة إلى حبة واحدة - أي عشرين مليجرامًا - يوميًا، لكن هذه المرة حاول أن تتناول الدواء لمدة عام على الأقل، وإذا لم تتح لك إمكانياتك المادية تناوله يمكن أن تسأل عن مستحضر تجاري تحت اسم (باروكستين) هذا غالبًا يكون أقل سعرًا، وفي نفس الوقت فعاليته أيضًا جيدة.

بالنسبة للدواء الآخر وهو (سولبيدال) خمسين مليجرام: هذا اسم تجاري غير معروف بالنسبة لي، لكن أعتقد أنه هو السلبرايد، والذي يسمى تجاريًا (دوجماتيل)، هذا دواء مساعد ودواء جيد، لا يتعارض مع الديروكسات إذا كان فعلاً هو السلبرايد.

بالنسبة للتخلص من الحركات اللاإرادية: أعتقد أنه من المهم جدًّا أن تركز على تمارين الاسترخاء، وعلى ممارسة التمارين الرياضية، وحاول تناسيها بقدر المستطاع.

فيما مضى كان يقال: إن عقار (هلوبريادول) والذي يعرف باسم (سيرانيز) بجرعة صغيرة كنصف مليجرام أو واحد مليجرام في اليوم، أيضًا هو دواء متميز جدًّا لعلاج الحركات اللاإرادية، لكن لا تنتقل لأي دواء آخر قبل الرجوع إلى طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً