السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرًا لكم على مجهوداتكم الطيبة، ومحاولاتكم الميمونة في الإجابة على تساؤلات المستشيرين، فأنتم من خير المستشارين.
في الحقيقة، يجول في بالي عدد من الأسئلة المتعلقة بالأمراض النفسية، بصفتي أحد المبتلين بها، وكم أتمنى أن تكون الإجابات وافية ومدعومة بالإثبات العلمي والتطبيق العملي، بناءً على خبرة الدكتور محمد عبد العليم، جزاه الله خيرًا.
السؤال الأول:
التداخل بين الأمراض النفسية أمر معروف لديكم، وهو أمر نعيشه نحن المرضى يوميًا، فكثيرًا ما تختلط علينا الأمور، فلا نعود نعرف هل ما نعانيه من أعراض ينتمي إلى الاكتئاب أم القلق أم الوسواس القهري أم اضطراب الشخصية؟
على سبيل المثال، أعاني مما أسميه "الصمت الإجباري"، حيث أفقد القدرة على الكلام أو تنتفي لديَّ الرغبة في الحديث، فهل هذا العرض من أعراض الاكتئاب أم القلق، أم أن له جانبًا وسواسيًا قهريًا؟ خاصة أنني أراقب طريقة كلامي بقلق شديد، من حيث القدرة عليه، والتركيز فيه، ورصد أي تعثر في بعض الكلمات، هذه المراقبة المستمرة أصبحت تجربة مرعبة، أوصلتني إلى الاعتقاد بأنني مصاب بالفصام، لا سيما وأن الصمت الطويل يعد من الأعراض السلبية لهذا المرض.
السؤال الثاني:
يثير استغرابي عندما تطلبون من المرضى، وهم في حالة يُرثى لها أن يلتحقوا بالعمل ويمارسوا علاجات سلوكية متنوعة، فمجرد وصولهم إلى عياداتكم يُعد معجزة، بعد صراع طويل مع التردد والخوف والتوجس والقلق والاكتئاب، ناهيك عن الأعراض الجسدية المصاحبة، فكيف يمكن لمريض بصعوبة وصل إلى العيادة أن يعمل؟ أين الواقعية في هذا الأمر؟
السؤال الثالث:
من خلال قراءتي المكثفة في الأمراض النفسية، لاحظت أن معظم التشخيصات النفسية تعتمد على التقدير والنظرية، وليس على فحوصات مخبرية دقيقة تثبت وجود اضطرابات في الموصلات العصبية، وإن وُجدت بعض الفحوصات، فهي غير قادرة على تحديد موضع الخلل بدقة، بل تبقى ضمن نطاق التوقعات، فما ردكم على هذا التساؤل؟
السؤال الرابع:
سمعتُ من أحد الأطباء عن تشخيص يُسمى: "شخصية ما بعد الاكتئاب" أو "تغير الشخصية بعد الاكتئاب"، ما حقيقة هذا التشخيص؟ فبعد تجربتي الأولى مع الاكتئاب وتناولي السيرترالين 50 ملجم، لاحظتُ تغيرًا كبيرًا في شخصيتي، حيث أصبحت أكثر انفتاحًا اجتماعيًا، وأكثر تعبيرًا عن ذاتي، لكن بقيت لديَّ حالة من التبلد الوجداني وعدم الإحساس، وهذا يجعلني أستبعد أن يكون لديَّ اضطراب ثنائي القطب، فكيف يمكنني نفي إصابتي باضطراب ثنائي القطب بشكل يقيني؟ وهل تشخيص طبيبي، الذي تابع حالتي منذ بدايتها واهتم بتغير شخصيتي، يعد تشخيصًا قاطعًا؟ خصوصًا أنه شخّصني بالاكتئاب والقلق فقط، ولم يذكر ثنائي القطب، وهل يمكنكم، يا دكتور محمد، تأكيد عدم وجود هذا الاضطراب لديّ؟ علمًا أنني صاحب الاستشارات التالية: 2161522 ، 2153462 ، 2200653.
السؤال الخامس:
الأعراض السلبية للفصام تتشابه تمامًا مع أعراض الاكتئاب، فهل يشترط وجود الأعراض الإيجابية (كالهلاوس والضلالات) لتشخيص الفصام؟
السؤال السادس:
منذ انتكاستي الاكتئابية، أصبحت أراقب حركة يدي أثناء القيام بأي مجهود، حتى لو كان بسيطًا، مثل حكّ شعري أو التقلب أثناء النوم، فهل هذا العرض وسواس قهري أم قلق، أم أنه جزء من اختلال الأنية الذي عانيت منه في الشهور الماضية؟
السؤال السابع:
ما علاقة هرمون الذكورة (التستوستيرون) بالاكتئاب؟ وهل نقص هذا الهرمون يؤدي إلى الاكتئاب؟ طبيبي وصف لي أندريول 40 ملجم يوميًا، فهل هذا القرار كان صائبًا أم أن الأمر يستدعي استشارة طبيب أمراض الذكورة؟ خصوصًا أن شعر لحيتي لم ينمُ بالكامل رغم بلوغي سن 25 عامًا، حيث ينمو فقط أسفل الذقن والشارب.
علمًا أن تحليل هرمون التستوستيرون لديّ كانت نتائجه كالتالي:
Testosterone Free: 5.5 pg/ml (المرجع: 8.0 - 22.0)
Testosterone Total: 4.36 ng/ml (المرجع: 2.0 - 8.0)
فهل تعويض هذا الهرمون قد يساعد على نمو شعر اللحية؟
السؤال الثامن:
السيبراليكس والزولوفت يُستخدمان لعلاج نفس الحالات النفسية تقريبًا، فهل كان قرار طبيبي صائبًا بوصف السيبراليكس بجرعة 30 ملجم؟ وهي الجرعة القصوى رغم أن الدواء استغرق شهرين ليُحدث تحسنًا طفيفًا؟ ومتى يمكنني الحكم عليه بالفشل؟
السؤال التاسع:
تبلد الشعور، بحيث يصبح الإنسان كآلة بلا إحساس، هل هو عرض من أعراض الاكتئاب؟ وكيف يمكن أن يكون عرضًا اكتئابيًا، رغم أن الاكتئاب يجعل الإنسان يشعر بالحزن؟ فكيف يكون هناك اكتئاب دون شعور؟
السؤال العاشر:
تناولتُ السيرترالين 50 ملجم لمدة 6 أشهر لعلاج القلق والاكتئاب، لكنه لم يكن فعالًا، فهل عودة الأعراض الاكتئابية الآن تُعتبر انتكاسة، أم أن العلاج في المرة الأولى كان غير مكتمل؟
السؤال الحادي عشر:
الشخصية التجنبية وما يلازمها من أعراض، هل تُصنف على أنها عُصاب أم عُقد نفسية مرتبطة بالشعور والوعي والسلوك؟ وما هو مآل المصابين بها وفق الإحصائيات العلمية؟
السؤال الثاني عشر:
من خلال خبرتك الطويلة في الطب النفسي، هل يمكن للمصاب بالاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية أن يُشفى تمامًا، دون أن تعاوده الأعراض؟ وهل صادفتَ في عيادتك حالات كانت ميؤوسًا منها لكنها تحسنت تمامًا؟
السؤال الثالث عشر:
قبل اكتشاف الأدوية النفسية، كيف كانت تُعالج الأمراض مثل الاكتئاب والوسواس القهري؟ هل التحسن الذي أشعر به هو بسبب انتهاء النوبة تلقائيًا أم بسبب الدواء؟ كيف يمكن التفريق بين الحالتين؟
السؤال الرابع عشر:
التردد الداخلي الشديد والإحجام عن أي نشاط، سواء كان اجتماعيًا أو غير اجتماعي، هل هو صفة شخصية، أم عرض اكتئابي، أم عرض قلقي؟
أعتذر عن كثرة الأسئلة، لكنني أثق برأيكم العلمي، وأرجو أن تولوا كل سؤال اهتمامًا خاصًا، حتى تعم الفائدة لي ولغيري.
جزاكم الله خيرًا.